سيوه تتألم .. والحزن يسيطر على ملامحها
09/12/2014 | 6:46 م 0 comments
خيم الحزن على ملامح الواحة البائسة بعد أن كانت البسمة والأمل لا يفارقان أهلها لتأتي هذه الآفة والمعروفة إعلاميا بعدوى الحصبة لتحول حياتهم إلى خوف وألم وأصبح لا صوت يعلو فوق صوت الحديث عن هذه الطامة الكبرى التي اجتاحت كل منزل من منازل الواحة.
خيم الحزن على ملامح الواحة البائسة بعد أن كانت البسمة والأمل لا يفارقان أهلها لتأتي هذه الآفة والمعروفة إعلاميا بعدوى الحصبة لتحول حياتهم إلى خوف وألم وأصبح لا صوت يعلو فوق صوت الحديث عن هذه الطامة الكبرى التي اجتاحت كل منزل من منازل الواحة.
بدأت رحلة البحث عن واقع المر الذي فرض على الأهالي أو عن الحقيقة المبهمة وراء هلاك 12 شخصا أغلبهم من الأطفال في عمر الزهور على حسب ما أقره الأهالي في سيوة فبعد أن قطعنا أكثر من 600 كم وصلنا الواحة الحزينة التي أصيبت في فلذات أكبادها.
رغم الفقر المميت الواضح والطاغي على كافة خدمات الواحة وعلى ملامح مبانيها ولكن الرضا بما قسمه الله يملأ قلوب ونفوس الغالبية العظمى من الأهالي وبمجرد النظر والتفحص في ملامحهم تشاهد الحيرة في قسمات وجوههم والحزن يملأ أعينهم وعندما تحدثت إلى أحد شباب الواحة قال لي نصا quot تحولت الواحة الآمنة المستكينة إلى قرية يكسوها الحزن والانكسار.
تقع واحة سيوة على بعد 300 كم من البحر المتوسط وتبعد عن الحدود الليبية حوالي 50 كم وتقع تحديدا بين صحراء تغطيها الصخور الصلبة من جهة الغرب ومن ناحية الشرق تمتد صحراء رملية ويرسم حدودها الشمالية منخفض القطارة
ويستخدم الأهالي في الانتقال داخل الواحة عربات الكارو والكارتات في التنقل
ويسكن في الواحة ما يقرب من 30 ألف نسمة ينتشرون في 6 مراكز،أهمها مدينة سيوة ويتمركز بها حوالي 13 ألف نسمة الذي أصابهم الذعر بسبب تفشى مرض الحصبة الذي انتشر بين الأطفال مما أدى استنفار فوري لكل مؤسسات الدولة على رأسها وزارة الصحة التي اتهامها الأهالي بغض الطرف منذ سنوات عن مشاكل وهموم أهالي سيوة .
واكدت وزارة الصحة في بيان لها أن عدد المتوفين بلغ 6 اشخاص فقط.
وكذب الأهالي تصريح الصحة وأكدوا أن عدد المتوفين لا يقل عن 12 متوفى في أقل من 72 ساعة ونحو 154 مصابا.
وسيطر القلق علي وجوه المسئولين، ورفعت حالة الطوارئ القصوى تخوفا من انتقال العدوي الي باقى مدن المحافظة .
واطلق الأهالي على هذا المرض اسم quotالنمنمquot وتخوفوا من استمرار هذا المرض اللعين في حصد إعداد أخرى لينضموا إلى قائمة المتوفين .
وأكد أحمد عبدالحي أحد سكان الواحة أن إعداد المصابين مازال في ازدياد ولكن اهالي المصابين ترفض أن تتحدث في هذه الشأن الذي يعتبره الكثير بأنه شأن خاص واتهم الاهالي الحكومة وحملوها مسؤولية الفشل في السيطرة على هذا المرض.
ومازالت شكوى الأهالي توكد على النقص الحاد للخدمات والتخصصات الطبية فى سيوة، وقالوا: أننا فقدنا الثقة في مستشفيات الواحة واصبح القادرين من أبناء سيوة يذهبون باولادهم إلى مستشفيات مطروح وحتى أصبح عددهم أكثر من 40 حالة ترقد داخل مشافي حميات مطروح والتي تبعد عن الواحة بحوالي 298 كم .
والشك والريبة أصبحا مسيطران على عقول. أهالي الواحة ووصفوا استنفار مديرية الصحة داخل قرى الواحة بالاستنفار المؤقت وبعدها quot تعود ريما لعادتها القديمة quot .
وعلى الفور قامت القوات المسلحة بفتح المستشفى العسكرى أمام مرضى الواحة واستعدوا لعلاج مرضى الحصبة وتخصيص 30 سريرا للحالات التى تتطلب الحجز بالمستشفى.
وتوجهنا إلى مقر المستشفى العسكري والتي تحولت إلى خلية نحل وبسوال أحد أولياء الأمور الذي ترقد ابنته في قسم الطوراي والمصابة بالحصبة منذ أربعة أيام وبسؤالها عن اسمها أجابت بصعوبة من شدة المرض أسمى عائشة وأنا في الصف الثاني الابتدائى واستطعنا أن نجعلها تتحدث هذه الكلمات القليلة ولم تستكمل حديثها واستكملنا الحديث مع والدها الذي ظهر على وجهه الحزن والخوف على ابنته وقال أن الخدمات الصحية بالمدينة معدومة تماما ولولا وجود المستشفى العسكري في هذا التوقيت لكانت النتيجة أسوأ بكثير.
وأكد والد عائشة أننا نعيش في عزلة تامة بسبب إهمال الدولة لأهالي سيوة ولا يوجد لنا ظهر سوى الجيش الذي دائما ما يكون السند في وقت الشدة،
وانتقلت عدسة الوفد إلى إحدى الغرف داخل المستشفى لتلتقي بإحدى الأسر لنجد ام تحضن اثنين من أبنائها وبسوالها أكدت أن أطفالها قد أصيبوا بالحصبة منذ أربعة أيام وأعمارهم لا يتجاوز الثلاث سنوات وأكدت أن الرعاية داخل المستشفى العسكري جيدة جدا وتم صرف كافة احتياجات الأسر .
لننتقل بعد ذلك إلى أحد الغرف التي ترقد بها أحدي السيدات والتي تبلغ من العمر 30 عاما وأكدت أنها أصيبت بالحصبة منذ يوم واحد وتوجهت إلى المستشفى العسكري التي أصبحت الملجأ والمنفذ الوحيد لأهالي الواحة .
وحصلت الوفد على مستندات تؤكد أن اعداد المصابين التي تم الإعلان عنها من قبل وزارة الصحة غير صحيحة بالمرة فقد أكد مصدر مسئول رفض ذكر اسمه أن الأمر يزيد يوم بعد يوم وأن ما أعلنت عنة وزارة الصحة أن إعداد المصابين لا يزيد عن 159 حالة غير صحيح وأن الحالات التي دخلت منذ الخميس الماضي وصلت إلى 427 حالة ولولا الرئيس عبدالفتاح السيسي وإعطاء تعليمات عليا بهذا الشأن وتدخل القوات المسلحة لتحول المرض إلى وباء .
وانتشرت منذ الصباح الباكر القوافل المتحركة التي جابت جميع أنحاء المدينة ومرت على منازل المواطنين.
وأكد الدكتور إبراهيم الدميري مدير الإدارة الصحية بمركز ومدينة سيوة أن عدد الحالات المستهدفة من التطعيم quot MMR quot والذي يحتوي على مصل الحصبة يصل إلى 4500 شخص ونجد استجابة جيدة من المواطنين وخرجت قوافل توعية في المساجد لتوعية المواطنين بفائدة التطعيم لأن هناك العديد من الأسر ترفض التطعيم نهائيا مما تسبب في هذه إصابات بالغة .
وأشار الدميري إلى أن المصاب بالحصبة او الأشخاص الذين يعانون من ارتفاع في درجة الحرارة لا يجوز تطعيمهم بمصل الحصبة لأن تأثير الطعم عليهم لن يفي بالغرض إطلاقا ورغم أن هناك استجابة من المواطنين ولكن هذه الحملة غير مخطط لها والتحضير لها لم يزد عن يوم وهذه مدة قليلة لتحضير لهذه الحملات حتى تأتي بثمارها وحتى يكون لها تأثير تقابلنا مع مشايخ وعواقل القبائل وتم شرح الأمر لهم بكل شفافية وتقبلوا الأمر وهناك مساعدة حقيقة من أهالي المدينة.
وبداخل المستشفى العام بسيوة تقابلنا مع المسئول الوحيد في مصر عن الحصبة
الدكتور إبراهيم محمود إبراهيم مسئول الحصبة بالبرنامج الوطني للتطيعم في مصر والذي أكد أنه سوف يتم القضاء على هذا المرض خلال أسبوعين أو ثلاثة أسابيع كحد أقصى .
ورفض مسئول التطعيم في مصر عبارة تفشي المرض وقال أن نسبة من توفي لا تزيد عن 2% من إعداد المصابين وهذه نسبة معدومة جدا وأن الوفيات بسبب المضاعفات وليس بسبب الحصبة وأن إعداد المصابين المبلغ عنهم رسميا منذ شهر أغسطس حتى الآن 153 حالة منتشريين في سيدي براني والضبعة والسلوم ومدينة مطروح وسوف تتوجه غدا قافلة تطعيم إلى مدينة الضبعة ثم سيدي براني والاسبوع القادم ستكون القافلة في مطروح.
وطمأن الدكتور إبراهيم المواطنين بأن هناك استقرار ملحوظ في كل الحالات المحتجزة في سيوة او مطروح وحذر المواطنين من اتباع العادات القديمة في السيطرة على المرض مثل لبس الملابس الحمراء واستخدام البخور ومنع الأطفال عن الأكل .
وأكد الدكتور إبراهيم محمود أن بالمدينة الآن عدد من الفرق الطبية التابعة إلى بعض منظمات المجتمع المدني بالإضافة إلى فريق طبى من الطب الوقائى، وتوجد حاليا 32 حالة تحت العلاج بمستشفيات المحافظة، وقد بلغ عدد الوفيات حتى الآن 6 حالات من بينهم 5 حالات من سيوة وحالة واحدة من السلوم.
وأشار إبراهيم الدميري مدير ادارة الصحية بسيوة ووكيل وزارة الصحة بمطروح إلى أن الحالات المتوفاه كانت بمنازلها دون تلقي أى علاج أو العرض على طبيب وهناك حالة توفيت فور وصولها للمستشفى، بالإضافة إلى حالة من السلوم لتوأم بعد وصوله متأخرا، وفى حالة حرجة، بينما تلقى شقيقه العلاج اللازم وخرج من المستشفى.
وأكد الدكتور إبراهيم محمود أن سبب انتشار الحصبة بسيوة قلة الوعى، وعدم إعطاء الأطفال التطعيمات اللازمة مضيفا أن هذه الفترة هى موسم ظهور الحصبة، وأن 95% من الأطفال الذين تلقوا تطعيمات لا يصابون بالمرض، وتكون أعراض المرض خفيفة على من يصاب به ممن لديهم استعداد للإصابة بالمرض بينما تكون شديدة وتصحبها مضاعفات لمن لا يتلقون التطعيمات اللازمة.
ثم اتجهت عدسة الوفد إلى إحدى الحضانات التي اتهما الأهالي بأنها السبب في أصابه أبنائهم وموت عدد منهم لأن الأطفال المتوفين أعمارهم تتراوح ما بين 9 شهور و 3.5 سنة وقد اغلق عدد كبير منها ووجدنا أحدى الحضانات التي خلت تماما من الأطفال بسبب الذعر الذي أصاب ألاهالي
وقالت إحدى المدرسات أنا اعمل مدرسة ومغتربة وليس لي أهل في سيوة وكنت أتركهم في الحضانة حتى انتهى من أعمالي ولكن الآن أتركهم في الشارع عند الجيران ولا أستطيع أن أركز في عملى بسبب وجودهم عند الجيران وكان من الأفضل إغلاق المدارس حتي يتم القضاء على هذ الوباء الذي ينتقل من مريض إلى آخر
اكد الشيخ فتحي الكيلاني أحد كبار مشايخ مدينة سيوة أن هذا المرض ليس بغريب على أهالي سيوة وكنا نتعامل معه دون ذعر وكان الطفل منذ زمن يتغذى على الرضاعة من صدر أمه مما كان يجعل مناعته قوية هذا بجانب التطعيمات التي كانت تقي المواطنين من هذه الأمراض ولكن بمرور الزمن أصبحت المناعة ضعيفة لدى الأطفال والمجتمع السيوي مجتمع مسالم لكنه يحتاج دائما إلى التوعية فكانت الأهالي تأخذ الجرعة الأولى من التطعيم ولا تعرف أن هناك جرعة مكملة ثانية وهذا من الأسباب التي أدت إلى انتشار المرض بصورة ازعجت أهالي المدينة.
ووجه الشيخ الكيلاني الشكر إلى الرئيس عبدالفتاح السيسي الذي أمر وزير الصحة بالتوجه والاهتمام لاهالينا من مدينة سيوة وكانت الاستجابة من وزارة الصحة على قدر المسئولية حيث قامت بتسيير قوافل لمنازل المواطنين حتى استقرت الأوضاع.
زيارة الموضوع الاصليسيوه تتألم .. والحزن يسيطر على ملامحها
موقع قولي غير مسئول عن المحتوي المعروض، فهو مقدم من موقع اخر (سياسة الخصوصية)
وكيل وزارة الصحة بمطروح يستقبل فريق الإدارة العامة لسلامة المرضى
في إطار الجهود المستمرة لتعزيز جودة وسلامة الخدمات الصحية بالمنشأت الصحية بمحافظة مطروح استقبل الدكتور اسلام عساف وكيل وزارة الصحة بمطروح فريق...

Log into Facebook
Log into Facebook to start sharing and connecting with your friends, family, and people you know.

الصحة: وصول مصر إلى مرحلة بلا أطباء مستحيل.. ومشكلة نقص الكوادر الصحية عالمية - بوابة الشروق
قال الدكتور حسام عبد الغفار، المتحدث باسم وزارة الصحة، إن فكرة وصول مصر إلى مرحلة لا يوجد فيها أطبا

وزير الصحة يبحث مع البنك الدولي التعاون في ملف التنمية البشرية مصراوى
وزير الصحة يبحث مع البنك الدولي التعاون في ملف التنمية البشرية | مصراوى

10 تعليمات مهمة.. ننشر دليل الصحة الإرشادي للتعامل مع جدري مصراوى
10 تعليمات مهمة ننشر دليل الصحة الإرشادي للتعامل مع جدري القردة التشخيص والعلاج | مصراوى

الأمم المتحدة تؤكد تسجيل أول إصابة بشلل الأطفال في غزة أخبار الجزيرة نت
أعلن مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية الاثنين أنه تم تأكيد الحالة الأولى من الإصابة بشلل الأطفال في قطاع غزة.

وفاة مأساوية داخل مصعد مستشفى.. وزارة الصحة المصرية تتحرك التلفزيون العربي
بعد وفاة امرأة في مصعد مستشفى، كلفت وزارة الصحة المصرية لجنة لمراجعة كافة عقود الصيانة للمصاعد والأجهزة الحيوية بكافة محافظات مصر.

سيوه تتألم .. والحزن يسيطر على ملامحها اخبار وزارة الصحة خيم الحزن على ملامح الواحة البائسة بعد أن كانت البسمة والأمل لا يفارقان أهلها لتأتي هذه الآفة والمعروفة إعلاميا بعدوى الحصبة لتحول حياتهم إلى خوف وألم وأصبح لا صوت يعلو فوق صوت الحديث عن هذه الطامة الكبرى التي اجتاحت كل منزل من منازل الواحة.
التعليقات علي سيوه تتألم .. والحزن يسيطر على ملامحها