الاحتماء بالناس وليس الانزواء بعيدا عنهم - عمرو حمزاوي -
29/06/2014 | 4:39 م 0 comments

على الأصوات والمجموعات المدافعة عن الديمقراطية والحقوق والحريات فى مصر أن تتعلم وبسرعة كيف تستوعب الصدمات المتتالية والضربات المتلاحقة دون ضياع لبوصلة الفعل أو فقدان للأمل فى حاضر وغد أفضل أو غرق جماعى فى دوائر «المظلومية» ومقولات «نحن ضحايا السلطوية الجديدة» التى لن ترتب إلا شيوع الخوف والانسحاب من الشأن العام والانزواء بعيدا عن الناس إزاء سطوة منظومة الحكم ـ السلطة.
ستتواصل انتهاكات الحقوق والحريات وتتمدد جغرافيا الظلم والعصف بسيادة القانون، سيتواصل تهجير المواطن من المجال العام وإلغاء حقه فى الاختيار إن لجهة السلطة التشريعية (تفصيل قانون مباشرة الحقوق السياسية وقانون مجلس النواب لتخليق برلمان موالاة تحت سيطرة المال الانتخابى والروابط التقليدية) والسلطة التنفيذية (مرشح الضرورة ـ مرشح الدولة المتحول إلى الرئيس المنقذ ـ الرئيس المخلص) أو لجهة قطاعات حيوية فى المجتمع (إلغاء انتخابات رؤساء الجامعات وعمداء الكليات والمعاهد) أو بهدف مراقبة ومحاسبة المؤسسات والأجهزة الرسمية، سيتواصل فرض الرأى الواحد والصوت الواحد وغياب الرشادة عن النقاش العام وتهميش الرأى الآخر والصوت الآخر أو الانسحاب الطوعى لحملتهما.
إزاء كل هذا، البديل الوحيد أمام الأصوات والمجموعات المدافعة عن الديمقراطية والحقوق والحريات هو التمسك ببوصلة الفعل التى تدفع من جهة إلى مقاومة الانتهاكات (الاعتقالات والتعذيب والقوة المفرطة والأحكام المشددة) بالتوثيق وبالمصارحة وبالمطالبة بالمساءلة والمحاسبة والتغيير وبتوعية الرأى العام، وتمكن من جهة أخرى من مقاومة السلطوية الجديدة بأدوات سلمية مبتكرة وفى كل المساحات المتاحة (المجتمع المدنى، داخل المؤسسات والأجهزة وخارجها، الرأى العام وتفضيلات القطاعات الشعبية).
البديل الوحيد هو مقاومة فقدان الأمل فى حاضر وغد أفضل بقراءة عبر التاريخ والاحتماء فى ضمير المصريات والمصريين الجماعى الرافض دوما للظلم والباحث عن الحق والعدل مهما تعرض الناس لغسل الأدمغة ومحاولات تزييف الوعى. ثقوا أن فى الاحتماء بالضمير الجماعى الحل الأمثل للتغلب اليأس ـ الإحباط ـ الوهن ـ تراجع القدرات.
البديل الوحيد هو تجاوز الغرق فى مقولات «نحن الضحايا» بالانفتاح على قطاعات شعبية متنوعة لشرح الحقائق بشأن الانتهاكات المتكررة والسلطوية الجديدة التى تبنى على قدم وساق ومآلها إلغاء كل مساحات الحرية فى البلاد، ودون استعلاء لإقناعهم بحضور رابطة إيجابية بين الديمقراطية وبين الخبز والأمن والاستقرار، وبنقد ذاتى يسجل بشجاعة الأخطاء التى وقعت بها الأصوات والمجموعات المدافعة عن الديمقراطية حين تجاهلت خلال السنوات الماضية ضرورة الاقتراب اليومى من المواطن عبر المزج بين الحقوق والحريات الشخصية والمدنية والسياسية وبين الحقوق الاقتصادية والاجتماعية والهموم المعيشية والطلب على الأمن والاستقرار ويعد بتجاوز هذه الأخطاء. ثقوا أن المظلومية ومقولات «نحن الضحايا» والانزواء بعيدا عن الناس والمجتمع لن يذهب بنا إلا إلى وضعية دائمة من اللا فاعلية ومحدودية التعاطف العام.
زيارة الموضوع الاصليالاحتماء بالناس وليس الانزواء بعيدا عنهم - عمرو حمزاوي -
موقع قولي غير مسئول عن المحتوي المعروض، فهو مقدم من موقع اخر (سياسة الخصوصية)
عمرو حمزاوي: البلد دي فيها حاجة حلوة -
دعا الدكتور عمرو حمزاوي، أستاذ العلوم السياسية، إلى بدء العام الجديد "2015" بـ "ابتسامة تبحث عن سعادة"، في تدوينة على صفحته الشخصية بموقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك".

الوطن البرلمان «دار مسنين» الموجز
من النسخة الورقية للوطن «فوق الستين».. شرط الجلوس تحت القبة كتب : محمد يوسف وهبة أمينمنذ 4 دقائق مجلس الشعب منذ نهاية عهد الرئيس الراحل أنور السادات، وربما قبل ذلك، يسيطر النواب كبار السن على ال

بالفيديو..سقوط الكبار من عرش تويتر فى 2014 على رأسهم البرادعى وحمدين وباسم يوسف عربي ودولي
تحول موقع تويتر إلى شبكة قوية التأثير فى العالم العربى اجتماعيا وسياسيا واقتصاديا وثقافيا وحتى فنيا، وتعكس حسابات مشاهير المغردين بصدق اتجاهات شريحة، يمكن

عمرو حمزاوي يكتب: ليبيا والسودان والمشرق العربى فى 2014 الموجز
إذا كانت المغرب تودع 2014 وبعض عناصر الملكية الدستورية واحترام الحقوق والحريات العامة تختلط بها بتدخل المؤسسة الملكية فى بعض مناحى الحياة السياسية والمجتمعية، والجزائر تنهيه دون تغيير بشأن هيمنة المؤس

الاحتماء بالناس وليس الانزواء بعيدا عنهم - عمرو حمزاوي - عمرو حمزاوي
التعليقات علي الاحتماء بالناس وليس الانزواء بعيدا عنهم - عمرو حمزاوي -