«السدح» قرية ليبية فى قلب الفيوم
18/01/2015 | 5:01 ص 0 comments

لا تختلف ملامح هذه القرية عن سواها من القرى المصرية، هى ذاتها الشوارع الضيقة، والطرق غير الممهدة التى تحفها مبان لا يتعدى ارتفاعها الطابق الواحد. أما وضع الخدمات فهو نفسه الوضع فى أغلب القرى وقطاعات من المدن المصرية، تكاد تكون منعدمة. نقطة تميز القرية الوحيدة هى تلك الملامح المميزة لوجوه سكانها الذين يفخرون بأصولهم الليبية.
لا تختلف ملامح هذه القرية عن سواها من القرى المصرية، هي ذاتها الشوارع الضيقة، والطرق غير الممهدة التي تحفها مبان لا يتعدى ارتفاعها الطابق الواحد. أما وضع الخدمات فهو نفسه الوضع في أغلب القرى وقطاعات من المدن المصرية، تكاد تكون منعدمة. نقطة تميز القرية الوحيدة هي تلك الملامح المميزة لوجوه سكانها الذين يفخرون بأصولهم الليبية.
هنا داخل قرية «السدح»، التي تبعد 30 كيلو مترا عن مدينة الفيوم، والتابعة لمركز «إطسا»، ولا يتجاوز تعداد سكانها 2000 نسمة، اشتهر زواج المصريات من الليبيين لتمتزج ملامح قبائل «القذاذفة» (قبيلة الرئيس الليبى السابق معمر القذافى)، وأبناء قبيلتى «الرماح»، وأولاد «سليمان».
ما بين الحنين إلى رؤية أبنائها المحتجزين في ليبيا والخوف من تعرضهم للمخاطر في رحلة عودتهم إلى مصر، تقضى «مبروكة» السيدة التسعينية أيامها، عينها الوحيدة الباقية لا تكف عن البكاء حزناً على ولديها سيد وطالب. ثلاثة أعوام كاملة قضتها مبروكة خوفًا من أن يخبو نور عينها الثانية قبل أن ترى ولديها الغائبين. تكتفى الآن بالحديث إليهما عبر الهاتف المحمول على فترات متباعدة، ورغم الحرب المشتعلة في ليبيا إلا أنها لم تفقد الأمل في رؤيتهما واحتضانهما بعد طول غياب.
داخل منزلها الضيق جلست مبروكة أعلى حصيرة تفترش الصالة الضيقة: «مليش حد في الدنيا غير سيد ابنى الكبير، مستخبى في بنغازى، وابنى طالب اللى عايش في طرابلس، نفسى أشوفهم قبل ما أموت. صحيح هما ليبيين لكنهم بيحبوا مصر كتير، وكانوا يتنقلون ما بين مصر وليبيا، لكن صلة قرابتهم بالزعيم معمر القذافى أجبرتهم على الاختباء في ليبيا خوفا من ذبحهم على أيدى الميليشيات. أتمنى أن أراهم قبل ما أموت ولو مرة واحدة».
القرية التي شهدت خلافات بين أبنائها منذ أربعة أعوام مضت، بمجرد اندلاع الثورة الليبية في شهر فبراير 2011، حيث انقسم أبناء القرية بين مؤيد ومعارض للثورة. فرفع أهالى قبيلتى «الرماح» وأولاد «سليمان» علم الثوار أعلى منازلهم تأييداً للثورة، بينما اتخذت قبيلة «القذاذفة» موقفا مضادًا ورفع أبناؤها العلم الأخضر تأييداً للحاكم الليبى- وقتها- معمر القذافى.
يرفض صالح فايز سليمان، أحد أهالى القرية، تصديق ما يتردد حول معاداة الليبيين للمصريين وخطفهم هناك، مؤكداً أن «من يقوم بمثل هذه الأفعال هم الميليشيات المسلحة في ليبيا». يضيف: «خدمت أنا وأبنائى في الجيش المصرى في الوقت الذي خدم فيه أبناء أعمامى في الجيش الليبى قبل الثورة هناك، هذه القرية قامت على خير ليبيا، فلا يوجد بيت واحد فيها إلا ويعتمد دخله على العمل في ليبيا، في الماضى حدثت بعض الخلافات بيننا بعد قيام الثورة ما بين مؤيد ومعارض لها، لكن الآن ما يشغل بالنا هو أمن ليبيا بلد أجدادنا، وحالات الخطف التي تحدث الآن لبعض الأقباط هي محاولات من جانب الميليشيات المسلحة لإحداث حالة من التوتر في العلاقة بين الشعبين المصرى والليبى».
عن محاولاتهم للمساعدة في استعادة الأقباط المصريين المختطفين في ليبيا، يوضح سليمان أنه بمجرد الإعلان عن حالات الاختطاف، حدث اتصال بين أبناء قبيلته في مصر وعدد من القبائل في ليبيا بعيداً عن التحرك الرسمى للدولة، للتعرف على مكان المختطفين وإعادتهم إلى مصر في أقرب فرصة، مؤكداً أن الالتزام بمناشدة الخارجية المصرية لرعاياها عدم السفر إلى ليبيا في هذه المرحلة خوفا من تعرض حياتهم للخطر، هو ضرورة حتمية حتى إذا خلقت داخل نفوسهم شيئا من الحزن، «لكننا نتمنى أن يزول هذا التوتر في أقرب فرصة، وأن يستقر الوضع هناك وتعود العلاقات جيدة مرة أخرى».
قصة الحب التي جمعتها بزوجها في ليبيا قبل عشرين عاما أثمرت عن فتاتين أقامتا مع أمهما بقرية «السدح» بالفيوم. أم عائشة بنت مدينة مصراتة، ليس بمقدورها الآن سوى الجلوس أمام شاشة التليفزيون تتابع بقلق ما يدور عبر شاشات القنوات الليبية، ينفطر قلبها يوميا جراء ما تشاهده وتسمع عنه، وتفخر ابنتها الكبرى عائشة بصلة قرابتها بالعقيد حفتر: «أشتاق إلى بلادى طوال الوقت، وانتظام ابنتى في مدرستيهما هو ما يمنعنى من رؤية إخوتى». بهذه الكلمات عبرت أم عائشة عن اشتياقها للعودة إلى بلدها ليبيا وقالت: «تعرفت على زوجى في ليبيا، وزوجى مصرى الجنسية إلا أن أصوله ليبية، فجده حضر إلى مصر وقت جمال عبدالناصر، واستقرت أسرته في الفيوم. وكان عمله في ليبيا، وإقامتنا طوال السنوات الماضية مقسمة ما بين مصر وليبيا، إلا أنه بسبب انتشار الميليشيات والحرب في الفترة الأخيرة قلّت سفرياتنا، وآخر زيارة لنا لليبيا كانت في شهر رمضان الماضى».
رغم كون «السدح» قرية صغيرة إلا أن ذلك لم يمنع من انتشار السيارات الفارهة التي تحمل لوحات معدنية بأرقام ليبية في شوارعها الضيقة، وهو الأمر الذي فسره أصحابها بأنهم ليبيون ومن حقهم التنقل بالسيارة في شوارع مصر وليبيا طالما يحملون الأوراق الرسمية الخاصة بها، ونفى «محمد»، ليبى الجنسية، تعرضه لمضايقات من جانب السلطات المصرية أثناء تجوله مع أسرته بالسيارة في شوارع القاهرة الكبرى.
لم تمنعه الحرب في ليبيا من المجازفة بحياته ودخوله أراضيها وسط النيران، فرغم أنه مصرى إلا أنه يرى أن قرية «السدح» مكان للاستراحة فقط، بينما عمله الذي اعتاد عليه منذ عشر سنوات سيستمر في طرابلس، التي يحفظ شوارعها ظهرا عن قلب.
داخل منزله المتواضع، الذي أسسه على الطراز الليبى، وخلا من مظاهر الرفاهية، جلس «راتب» الشاب العشرينى يتحدث بعزة عن حبه لليبيا التي يعتبرها مصدر رزقه الوحيد على حد قوله. وقال: «جميع منازل قرية السدح خيرها من ليبيا، فجميعنا يشتغل هناك سواء مصريا أو ليبيا وانتماؤنا إلى القبائل الليبية في مصر كان يسهل من دخولنا إلى الأراضى الليبية وكانت ترسل لنا الأموال من هناك حتى إذا لم يتيسر لأحدنا السفر لأنهم يعتبروننا أشقاء وجذورنا ليبية».
إذا لم تكن تحمل تأشيرة أو أوراقا رسمية لدخول ليبيا فلا داعى للقلق، يكفيك أن تحضر 9 آلاف جنيه لأحد سمسارة السفر غير الشرعى في الفيوم، ممن تخصصوا في تسهيل إجراءات دخول المصريين لليبيا بدون أوراق رسمية: «أنا عارف إنى رايح للنار بس الموت أهون من الجوع».. بهذه الكلمات تحدث «أحمد»، أحد الأهالى، عن إقباله على السفر إلى ليبيا في ظل الحرب وقال: «مش شرط يكون معاك جواز سفر علشان تدخل ليبيا، كفاية يكون معاك بس 9 آلاف جنيه ياخدها سمسار يسفر الشباب بتأشيرة مزورة، وجميع المصريين شغالين في مجال المعمار، أنا رجعت من ليبيا لمصر من أربع شهور ومن ساعتها مش عارف أجيب فلوس لأولادى وهسافر ليبيا الأسبوع اللى جاى رغم المخاطر».
وأكد أحمد أن المصرى في ليبيا ليس له دية، على حد تعبيره، وقال:«جميع الوافدين إلى ليبيا للعمل تستقبلهم سفاراتهم، حتى إن كان قد دخل البلد بطريقة غير شرعية، وأى واحد يستنجد بسفارته على الفور في حالة حدوث مكروه له، فيما عدا المصرى الذي لا يجد من يستنجد به في الغربة ويضطر إلى الاعتماد على نفسه حتى وإن تعرض للموت».
اشترك الآن لتصلك أهم الأخبار لحظة بلحظة
زيارة الموضوع الاصلي«السدح» قرية ليبية فى قلب الفيوم
موقع قولي غير مسئول عن المحتوي المعروض، فهو مقدم من موقع اخر (سياسة الخصوصية)
روسيا تنقل عتادا عسكريا من سوريا إلى ليبيا بعد سقوط الأسد .. تحقيق لبي بي سي يكشف - BBC News عربي
روسيا تنقل عتادا عسكريا من سوريا إلى ليبيا بعد سقوط الأسد .. تحقيق لبي بي سي يكشف

الرئيس السيسي يستقبل المشير حفتر ويؤكد أهمية بلورة خارطة سياسية تؤدي إلى الانتخابات في ليبيا
أشاد المشير خليفة حفتر، القائد العام للجيش الوطني الليبي، بالدور المصري الحيوي في نقل التجربة التنموية المصرية إلى ليبيا، والاستفادة

حفتر يشيد بالدور المصري الحيوي في نقل التجربة التنموية المصرية إلى ليبيا - بوابة الأهرام
أشاد المشير خليفة حفتر، القائد العام للجيش الوطني الليبي، بالدور المصري الحيوي في نقل التجربة التنموية المصرية إلى ليبيا، والاستفادة من خبرات وإمكانات الشركات المصرية العريقة في هذا المجال

السيسي يستقبل خليفة حفتر.. ويؤكد ضرورة إخراج المرتزقة والقوات الأجنبية من ليبيا - CNN Arabic
استقبل الرئيس المصري، عبدالفتاح السيسي، السبت، المشير خليفة حفتر، القائد العام لقوات شرق ليبيا "الجيش الوطني الليبي"، بحضور حسن رشاد رئيس المخابرات العامة المصرية، مشددا على "ضرورة إخراج كافة القوات الأجنبية والمرتزقة من ليبيا".

السيسي يؤكد لحفتر أهمية التنسيق لبلورة خارطة سياسية متكاملة في ليبيا الشرق للأخبار
أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، السبت، خلال استقباله في القاهرة قائد الجيش الليبي خليفة حفتر بحضور رئيس المخابرات العامة المصرية حسن رشاد، أن الشرق للأخبار

ليبيا تترقب اجتماع مجلس الأمن وتنتظر مبعوثا جديدا
جلسة مجلس الأمن المرتقبة قد تشهد تعيين مبعوث أممي جديد إلى ليبيا وسط الجمود السياسي والتحذيرات من تصاعد التوترات العسكرية.
من تونس إلى ليبيا: دروس ممنوعة وغاز مفقود.. والغرياني يستنفر المصريين
على خريطة الإنتاج والاستهلاك، التي لا يقسم العالم الجديد إلا بها تتذيل البلدان المغاربية الترتيب في إثارة الاهتمام، رغم كل الحياة التي تدب، وكل المستجدات التي تهب، وقدرتها على بناء أولويات المواطنين ولا شاهد أفضل من السوشيال ميديا وترينداتها. الحلم المغاربي في رحلته نحو استكمال آدميته، يحلم المغاربي عامة بممارسة حقه في السفر كحق أساسي […]

«السدح» قرية ليبية فى قلب الفيوم اخبار ليبيا لا تختلف ملامح هذه القرية عن سواها من القرى المصرية، هى ذاتها الشوارع الضيقة، والطرق غير الممهدة التى تحفها مبان لا يتعدى ارتفاعها الطابق الواحد. أما وضع الخدمات فهو نفسه الوضع فى أغلب القرى وقطاعات من الم
التعليقات علي «السدح» قرية ليبية فى قلب الفيوم