الموضوعات تأتيك من 15940 مصدر

اخبار عاجلة

Tweet

اليوم : آثار الحرمين الشريفين.. نافذة إلى العالم

20/01/2015 | 2:02 ص 0 comments

ما ينفع الناس آثار الحرمين الشريفين.. نافذة إلى العالم

عبدالوهاب الفايز

في مكة المكرمة.. وفي الرئاسة العامة لشؤون الحرم المكي والحرم النبوي، يوم الخميس الماضي، شهدنا نقلة جديدة في النظرة الدينية للآثار والسياحة، وهذه النقلة تؤكد على سماحة الاسلام وسعة أفقه، وتؤكد ايضا أن علماءنا ومشايخنا، حفظهم الله، يدركون أهمية الموروث الإسلامي وضرورة حفظه وصيانته حتى يبقى حيّا للتعلم منه، وليكون شاهدا على إسهامات المسلمين في الحضارة الانسانية، وفي هذا رد علمي على من يتهمهم بالجمود وعدم مسايرة العصر.

في رئاسة الحرمين الشريفين تم التوقيع على اتفاقية تعاون بين الرئاسة والهيئة العليا للسياحة والاثار. التعاون يستهدف صيانة وحفظ تاريخ المسجدين الشريفين، ففيهما الكثير من الاثار والمخطوطات العلمية التي يتوجب العناية بها وحفظها، وقبل التوقيع تحدث الشيخ عبدالرحمن السديس عن الافاق الحضارية والإنسانية التي تستهدفها الاتفاقية.

كلمته في تصوري (وثيقة مهمة) أكد فيها ان الاتفاقية ترد على المزايدين على الاثار الاسلامية الذين يتهمون المملكة بعدم المحافظة عليها، والذين يزعمون اننا نريد القضاء عليها. وقال: «نحن اليوم بجهود الهيئة ورئيسها نجسّد واقعا في محافظة بلادنا على الآثار، لا لنعبدها أو نتقرب بها، ولكن لأنها وسيلة التعرف على إرثنا الحضاري والتاريخي، وهذا ما يدعونا للمحافظة عليها». ويرى ان الاتفاقية تدعم اهتمام الحكومة بالمحافظة على الآثار التاريخية وتعزيز جوانب السياحة في مكة والمدينة بالضوابط الشرعية، ولتحقيق (المصلحة العامة) بين هيئة السياحة ورئاسة الحرمين.

الشيخ السديس لم تفته الإشارة الى حرص الامير سلطان بن سلمان الدؤوب على حفظ الاثار (مع مراعاة الجوانب العقدية والضوابط الشرعية وإبراز العناية بالحرمين الشريفين)، وهو محق في ذلك، فالأمير سلطان منذ قيام الهيئة وهو على تواصل مع العلماء والمشايخ حتى يضمن توافق مشاريع السياحة والاثار مع الضوابط الشرعية والأخلاقية للمجتمع السعودي، وهذا المبدأ هو الذي يُطلق مشاريع السياحة والاثار، ويجعلها تحظى بالدعم والقبول من كبار علمائنا ومشايخنا.

الاتفاقية الجديدة أعدت هيئة السياحة تصورها الاول، ثم تركت لرئاسة الحرمين المجال واسعا لان تضيف او تعدل ما تراه يخدم المصلحة العامة للحرمين الشريفين، ويتيح الفرصة لحفظ الاثار الاسلامية وصيانتها. وروح التعاون الكبير بينهما اخرجت اتفاقية راقية الأهداف والتطلعات. تتضمن الاتفاقية عددا من مجالات التعاون من أبرزها: التنسيق مع الرئاسة في حصر ما يمكن من القطع القديمة لمفاتيح الكعبة وكسوتها الموجودة داخل المملكة، ووسائل المحافظة عليها، ويشمل ذلك القطع الموجودة في المتاحف، أو لدى الأشخاص ودراستها ونشرها في مختلف أشكال أوعية النشر.

كذلك تستهدف الإسهام في التوعية والتوجيه للحجيج والمعتمرين الزوار من خلال المطويات والكتيبات التي تصدرها الجهتان مما يخدم أهداف الدولة في خدمة الحجاج والمعتمرين ويعرّف ببلاد الحرمين الشريفين، والتعاون بين الجهتين فيما يتعلق بالآثار من حيث المحافظة عليها، والالتزام بالضوابط الشرعية والنظم المرعية في هذا المجال، واستفادة الشركات والمؤسسات السياحية من خدمات الرئاسة المهيأة في الحرمين الشريفين.

ايضا تنظم جهود المشاركة في العروض المتحفية بقاعة الحرمين الشريفين بالمتحف الوطني، وإعارة بعض القطع الأثرية من مقتنيات الرئاسة للمشاركة في المعارض المحلية والدولية التي تنظمها الهيئة لمدة محددة، ودراسة تطوير متحف عمارة الحرمين الشريفين، وإجراء دراسة توثيقية للكتابات التأسيسية في الحرمين، وتوثيق المخطوطات وأرشفتها إلكترونياً لتمكين الباحثين والمهتمين للاطلاع على هذه المخطوطات.

وتدعو الى إصدار أفلام وثائقية عن الحرمين الشريفين لعرضها في وسائل الإعلام ومباني سفارات المملكة والمعارض المحلية والدولية التي تشارك بها المملكة، والتنسيق المشترك في الحملات الإعلامية المختلفة المتعلقة بتاريخ الحرمين الشريفين، والجهود التي تبذلها الحكومة السعودية في هذا الجانب المهم، كما تتضمن قيام الهيئة بترميم ومعالجة وصيانة مقتنيات الحرمين الشريفين، وإبراز عمارتهما عبر العصور والتعريف بهما وارتباطهما بتطور العلوم والمعارف الشرعية والفقهية والتاريخية.

الامير سلطان بن سلمان أكد في كلمته في حفل التوقيع أن الهيئة تعمل لخدمة الإسلام وإبراز حضارته، من خلال الآثار، والهيئة (لا تعمل لخدمة الآثار لكونها مجرد آثار، بل لأنها توثيق لحضارة وتاريخ الاسلام)، وقال: (الآثار سوف يتم تسخيرها حتى تخدم الاسلام، لذلك انتهت مقولة الآثار لمجرد الآثار والحجر لمجرد الحجر، والهيئة تعمل مع شركائها في البرنامج الوطني لمواقع التاريخ الاسلامي على فتح مواقع التاريخ الاسلامي، وتوفير المرشدين السياحيين والدعاة لإيصال المعلومة الصحيحة والعقيدة الصافية، والممارسة السليمة).

الامير سلطان بن سلمان كان سعيدا لإنجاز هذه الاتفاقية، اذ يرى اثرها الكبير (في دعم البرامج والمشاريع والأنشطة التي تضمنتها مسارات المشروع الكبير «مشروع الملك عبدالله للعناية بالتراث الحضاري للمملكة» الذي أقره خادم الحرمين الشريفين، حفظه الله، ويضم أكثر من 71 مشروعاً في مجال الآثار والتراث العمراني، والمتاحف، والحرف والصناعات اليدوية، إلى جانب المشاريع الأخرى الكبرى التي يجري العمل على تنفيذها من قبل شركاء الهيئة من مؤسسات الدولة ذات العلاقة)، مشيرا إلى المتاحف التي سيتم إنشاؤها ومنها متاحف التاريخ الإسلامي.

الحرمان الشريفان يقصدهما الملايين من الناس، وهذه فرصة لإيصال رسالة الاسلام وإسهاماته في الحضارة الإنسانية إلى العالم، وذلك عبر اتاحة الفرصة لهم لمعرفة تاريخ الاسلام وطرق هجرة النبي وغزواته في صدر الاسلام، وهي فرصة للمتخصصين في الدعوة الاسلامية لاستثمار (الآليات الذكية الحديثة) في الدعوة والإرشاد لكي يوصّلوا للزوار تاريخ الاسلام، وإسهامات المملكة لخدمة الاسلام والمسلمين.

هذا ما تتوخّاه روح الاتفاقية الجديدة، ولعل تفعيل برامجها لا يتأخر كما تأخر اعدادها وإقرارها، بالذات في هذه المرحلة التي نشهد فيها هجوما مكثفا لتصوير الاسلام والمسلمين على انهم أعداء الحضارة المعاصرة، ومنتجو الإرهاب الذي يهدد الامن والسلام العالميين.

اننا في مرحلة حاسمة من تاريخنا تتطلب ان ندع الخلافات الشكلية التي لا تمس الأصول، وندع الهواجس التي اورثتها هذه الخلافات، وان نتحد للقضايا المصيرية التي تواجهنا، وبدون شك الان علينا استثمار أدوات وبرامج السياحة والاثار التي نتحكم فيها ونوجهها حسب مقتضيات حالنا ومصالحنا، علينا استثمارها لتكون احدى قنوات تواصلنا مع العالم، بالذات الوسائل المحايدة، ومنها منتجات الاثار والمتاحف فهذه توفر وسيلة (اختراق) نفسي وثقافي للمشهد المعادي او الجاهل بتاريخنا وأوضاعنا.

رئيس هيئة السياحة ورئيس رئاسة الحرمين خلال توقيع الاتفاقية

الاتفاقية تبرز عمارة الحرمين الشريفين عبر العصور والتعريف بها

مواضيع ذات علاقة «السياحة» ورئاسة الحرمين توقّعان اتفاقية للتعاون في مجالات المتاحف والآثار الأمير محمد: متحف الدمام سيكون واجهة حضارية للشرقية تركيا وإيران تتابعان الآثار العراقية المسروقة المملكة وبريطانيا توقعان مذكرة تفاهم للتعاون في مجال الآثار المملكة وبريطانيا توقعان مذكرة تفاهم حول الآثار الشبكات الإجتماعية شارك بالمحتوى عبدالوهاب الفايز يناير 20, 2015, 3 ص
زيارة الموضوع الاصلي
اليوم : آثار الحرمين الشريفين.. نافذة إلى العالم
موقع قولي غير مسئول عن المحتوي المعروض، فهو مقدم من موقع اخر (سياسة الخصوصية)
اقرأايضا
21/03/2025 | 2:22 م

جدول أئمة صلاة تهجد العشر الأواخر من رمضان في الحرم المكي -

جدول أئمة الحرم المكي في العشر الأواخر من شهر رمضان المعظم والذي يتضمن ليلة القدر حيث يؤم أئمة الحرم المصلين في المسجد الحرام بمكة المكرمة - الوطن

جدول أئمة صلاة تهجد العشر الأواخر من رمضان في الحرم المكي -
21/03/2025 | 2:22 م

السديس يدعو على الصهاينة خلال صلاة التهجد في الحرم ...

دعا رئيس الشؤون الدينية للمسجد الحرام والمسجد النبوي في المملكة العربية السعودية، عبدالرحمن السديس، للفلسطينيين على وقع تجدد العدوان، كما دعا على الاحتلال...

السديس يدعو على  الصهاينة  خلال صلاة التهجد في الحرم ...
21/03/2025 | 2:22 م

السديس: السعودية مبعث الحكمة العالمية وصانعة القرار الإسلامي

أكد رئيس الشؤون الدينية بالمسجد الحرام والمسجد النبوي الدكتور عبدالرحمن السديس، بأن السعودية مبعث الحكمة العالمية، وصانعة القرار الإسلامي والتاريخي في كل

السديس: السعودية مبعث الحكمة العالمية وصانعة القرار الإسلامي
21/03/2025 | 2:22 م

تنزانيا تختار الشيخ السديس شخصية العام المتميزة لحامل القرآن الكريم

أعلنت الحكومة التنزانية عن اختيار الشيخ الدكتور عبدالرحمن السديس، رئيس الشؤون الدينية بالمسجد الحرام والمسجد النبوي، كشخصية العام المتميزة لعام 2024م لحامل القرآن الكريم، وذلك تقديرًا لمجهوداته في خدمة القرآن الكريم ونشر هداياته عالميًا عبر مسيرته الحافلة التي امتدت لأكثر من 42 عامًا في محراب ومنبر المسجد الحرام، إضافةً إلى إسهاماته العلمية والقرآنية المتميزة التي أثرت المكتبات الإسلامية.

تنزانيا تختار الشيخ السديس شخصية العام المتميزة لحامل القرآن الكريم
21/03/2025 | 2:22 م

خطيب المسجد الحرام يدعو الأغنياء ورجال الأعمال إلى زيادة الص مصراوى

خطيب المسجد الحرام يدعو الأغنياء ورجال الأعمال إلى زيادة الصدقات وإعلانها للناس | مصراوى

خطيب المسجد الحرام يدعو الأغنياء ورجال الأعمال إلى زيادة الص   مصراوى
30/12/2024 | 12:08 م

السديس: اللغة العربية محفوظة بالقرآن ويجب تعزيز تعليمها للأجيال - وكالة Mea News

أكد رئيس الشؤون الدينية بالمسجد الحرام والمسجد النبوي، الشيخ الدكتور عبدالرحمن السديس، بمناسبة اليوم العالمي للغة العربية، أن لا خوف على اللغة العربية، فهي محفوظة بحفظ القرآن الكريم.وشدد معاليه على... اقرأ المزيد ←...

السديس: اللغة العربية محفوظة بالقرآن ويجب تعزيز تعليمها للأجيال - وكالة Mea News
30/12/2024 | 12:08 م

السديس: ملتقى مآثر الشيخ عبدالله بن حميد انطلاقة ل...

أعلن معالي رئيس الشؤون الدينية بالمسجد الحرام والمسجد النبوي؛ الشيخ الدكتور عبدالرحمن السديس، عن جاهزية الرئاسة الكاملة لتنظيم الملتقى العلمي الأول

السديس: ملتقى مآثر الشيخ عبدالله بن حميد انطلاقة ل...


اليوم : آثار الحرمين الشريفين.. نافذة إلى العالم الشيخ عبد الرحمن السديس



اشترك ليصلك كل جديد عن الشيخ عبد الرحمن السديس

خيارات

المصدر http://www.alyaum.com/article/4042105 اليوم - السعودية
حذف الاخبار (Request removal)
اذا كنت تملك هذا المحتوي وترغب في حذفه من الموقع اضغط علي الرابط التالي حذف المحتوى
التعليقات علي اليوم : آثار الحرمين الشريفين.. نافذة إلى العالم

اترك تعليقا


قولي © Copyright 2014, All Rights Reserved Developed by: ScriptStars