الموضوعات تأتيك من 15940 مصدر

اخبار عاجلة

Tweet

الحياة - لبنان - الدولة وبقايا الديموقراطية

28/01/2015 | 4:41 ص 0 comments

لبنان - الدولة وبقايا الديموقراطية- لبنان اسم غني في تعريفاته: من لبنان التاريخ الحضاري القديم الزاهر بالعطاء الإنساني العالمي، الى لبنان الأفراد ذوي المواهب المتميزة الذين مَكَّنوه من اجتياز حقبات التاريخ المظلمة حتى استمرّ بإبداعه الشامل، أدباً وفناً وعلماً، ووصل الى القرن الحادي...

لبنان اسم غني في تعريفاته: من لبنان التاريخ الحضاري القديم الزاهر بالعطاء الإنساني العالمي، الى لبنان الأفراد ذوي المواهب المتميزة الذين مَكَّنوه من اجتياز حقبات التاريخ المظلمة حتى استمرّ بإبداعه الشامل، أدباً وفناً وعلماً، ووصل الى القرن الحادي والعشرين متغلّباً على أخطار عصور التقهقر الفكري والانحطاط السياسي التي عاناها أيّام الحكم العثماني الى لبنان النهضة العربية الذي جدد ريادة الشعر والفكر، والتعليم والصحافة حاملاً دوره الإيجابي الى بلدان عربية شقيقة ولا سيما مصر التي تمازجت نهضتها الثقافية مع الأعلام الذين جاؤوها من لبنان في القرن التاسع عشر والقرن العشرين.

الى لبنان المواطنين المستقلي الرأي الذين يقاومون ما حل به، من خللٍ اجتماعي وتربوي ومن هبوط في مستوى المفاهيم الوطنية، يواجهون حتى الآن المواجهات الطائفية العمياء، والانقسامات الحزبية الجوفاء والمصالح المادية المتشابكة بين الداخل والخارج.

الى لبنان الذي استقل رسمياً عام ١٩٤٣ استناداً لتقسيمات سايكس بيكو فعرف مرحلة الانتداب الفرنسي التي وزعت فيه حصص الحكم على أحزاب ناشئة نسبيّاً وعائلات توارثت النّفوذ فأرادت كل واحدة منها - والى أي طائفة انتسبت - ان تمكن جماعاتها المحدودة من النفوذ على حساب القوانين العامة والجماعات الأخرى عند المقدرة.

الى لبنان الذي عاش بداية الاستقلال بدستورٍ جيّد نسبياً إذا قيس بدساتير الدول الغربية، ومع الدستور ميثاق وطني غير مكتوب ولكن يرمي الى تدعيم صيغة الاستقلال في نفوس المواطنين، جميع المواطنين، حيث أعلن رسمياً باسم الجمهورية المستقلة ان لبنان ذو وجه عربي - وكيف يختلف الوجه عن العقل والقلب - حتى لا يكون اللسان العربي سبب خلاف بين أنصار اللغة العربية واللغة الفرنسية اللتين كانتا تتقاسمان ثقافة المواطنين قبل الإستقلال وبعده حتى اليوم، على رغم إقبال اللبنانيين على اللغة الإنكليزية بحكم تعدد الجامعات وتنوّعها وبمعزل عن مستوى التعليم الابتدائي والثانوي والجامعي الذي يقع الجيل الطالع في رداءته الكارثية، وعندما يصل التحليل والتعداد الى التربية الوطنية والتعليم العالي، يصبح الحكم على لبنان واضحاً يتجلى داخل إدارة الدولة وداخل برلمانها التمثيلي وحكوماتها المتعاقبة المنبثقة من البرلمان العاجز عن تمثيل إرادة الناخب اللبناني تمثيلاً صحيحاً وسليماً.

شغر منصب رئيس الجمهورية منذ 25 أيار (مايو) 2014 وحتى الآن لم يتوافق أهل الرأي ورؤساء الكتل النيابية على توحيد نظرتهم للأزمة المصيرية التي تحيط بوجود لبنان، فتأجلت جلسات البرلمان واحدة بعد الأخرى، ولا تزال تتأجل بانتظار توافق إقليمي ودولي ينعكس على قرارات النواب كي يخرجوا من ازمتهم العقيمة برئيس جديد للبلاد يستكمل لبنان به هيكليته الدستورية حتى ولو كانت صلاحيات رئيس لبنان قد توزعت على رئاسة مجلس الوزراء ورئاسة المجلس النيابي من غير فائدة للبلاد، وظهرت الحاجة الماسة الآن اكثر من أي وقت مضى الى تعديل قانون الانتخاب على أساس الدائرة الفردية وهي السبيل الوحيد لتحرير الناخب من سيطرة الزعماء المصطنعة، وهذا إجراء قانوني دستوري يسمح بإزالة الطائفية على مراحل وعودة اللبنانيين الى التعايش الأخوي السليم، علماً أن ذلك يسهل انتخاب مجلس نيابي أكثر تمثيلاً لإرادة الشعب وأكثر قدرة على انتخاب رئيس للجمهورية يستطيع التحرك والإصلاح لإنقاذ الدولة وهذا ما لم يتفق اللبنانيون بعد - ووراءهم النفوذ الإقليمي والدولي - على انتخاب رئيس للجمهورية من قبل الشعب مباشرةً، وهذا أيضاً يخدم هدف إضعاف الطائفية وإلغائها.

والمشكلة مع البرلمان الحالي، بعدد أعضائه المئة والثمانية والعشرين، أنه كلّما جرى البحث في إصلاح التمثيل الشعبي يقوم من يتحدث عن وجوب إنشاء مجلس شيوخ - وهو مجلس سيكون في أحسن حالاته طبق الأصل عن المجلس النيابي الحالي بالتنازعات الطائفية والحزبية والإقطاعية المتوارثة، ومنذ العام ١٩٥٢ عندما انتُخِب الرئيس كميل شمعون رئيساً للجمهورية، جرى البحث في إنشاء مجلس الشيوخ ولا يزال البحث جارياً بغير فائدة سوى محاولة تغطية الأوضاع النيابية القائمة والاستمرار فيها والتي قامت مع الاستقلال ولم تتطور مع عقلية الأجيال التالية محلياً وعربياً ودولياً.

فماذا تبقى من مظاهر الدولة الديموقراطية أو من ركائزها المتزعزعة؟

هنالك أولاً النقابات التي نشأت لأهداف ثقافية أو اجتماعية أو اقتصادية أو مهنية، لا سياسية ولكن السياسة تداخلت فيها وشلّت حيويتها الأساسية ولحسن الحظ، والأمل الباقي، أن تصارع نقابتا الصحافة اللبنانية، ونقابة محرري الصحافة اللبنانية مع التجمعات الصحافية الإعلامية الأخرى للحفاظ على حرية الكلمة ضدّ الطغيان الذي يتهددها عنفاً وإرهاباً، كما انه من الإنصاف الإشارة الى نقابات المحامين والأطبّاء والصيادلة والصرافين، وغرفة التجارة والصناعة وسواها من نقابات العُمّال في دفاعها عن دورها اللاطائفي بينما الأحزاب اللّاطائفية نفسها، ذابت وتجمدت أمام بقية الأحزاب والميليشيات وصار البحث عن مظاهر الديموقراطية في لبنان غير ممكن بسبب التصدّع والانهيار المستمرّين في مؤسسات الدولة التي كانت تطمح الى صهر طوائفها في بوتقة وطنية ثم صارت أضعف طائفة تسعى لإقامة نفوذها الخاص على حساب لبنان ومؤسساته الإدارية والديبلوماسية، والقضائية، والجامعية لإلهاء الطلاب وأساتذتهم معهم ربّما، عن الواجب التربوي، نحو محاولة حصول على شهادات لا جدارة لحامليها.

الديموقراطية التي هي حكم الشعب بالشعب لخدمة الشعب تغيب تدريجياً عن لبنان، واللبنانيون الذين يهاجرون بلادهم منذ حوالى نصف قرن بسبب الأحداث والحروب المتعاقبة على أرض لبنان تمركزوا في بلاد الاغتراب على الرغم منهم ونشأ جيل من أبنائهم نسي معظم أفراده اللغة العربية والثقافة بل الحضارة العربية ويتلوه جيل جديد ضائع بين ذكريات الأهل عن لبنان وتطلعات الأولاد والأحفاد إلى طرق التجنيس والعمل في الخارج، بالتخلي في معظم الحالات عن الجنسية اللبنانية كما تقضي قوانين أكثر البلدان الغربية، ومعاناة الشعور بعقدة النقص في المجتمعات التي دخلوها أمام أبناء تلك المجتمعات الذين يتعايشون مع الوافدين الأجانب عند حاجتهم، أو يخاصمونهم بالعنصرية والكراهية إذا خافوا على الرفاهية التي عرفوها هم من خلال استثمار البلدان الأجنبية، ولا يريدون أن يردوا شيئاً منها لأصحابها الحقيقين السابقين. وهنا يكفي القول ان الجاليات اللبنانية والعربية في العواصم الكبرى تحتاج الى مدارس تعلم أبناءها اللغة العربية بالتساوي مع اللغات الأخرى وفقاً لبرامج التربية الوطنية البعيدة عن الطائفية والعنصرية والإقليمية إلا ان الميسورين أصحاب الملايين من أبناء لبنان وأبناء الدول العربية الأخرى لم يفكروا بعد بالإقدام على هذه الخطوة الملحة المطلوبة، وهي علاوة على ضرورتها المصيريّة المعنوية، قد تسمح للممولين المستثمرين بأرباح أكيدة ناتجة من مداخيل كل مدرسة عربية يؤسسونها ولعلّهم يدركون ويبادرون.

 

 

* كاتب لبناني مقيم في باريس

قضايا     اترك تعليقاً.. الأحرف المتبقية: 1000 شروط التعليق 1. يلتزم زوار alhayat.com بلياقات التفاعل مع المواد المنشورة ومواضيعها المطروحة، وبعدم تناول الشخصيات والمقامات الدينية والدنيوية والكتّاب، بكلام جارح ونابِ ومشين. ويلتزمون أيضاً بعدم المساس بالشعوب والأعراق والإثنيات والأوطان بالسوء. 2. يحق للـ alhayat.com ان ينقّح تعليق الزائر بما يتناسب مع لياقات التفاعل وإطلاق الحوار البنّاء، مع الحفاظ على مضمون التعليق، أو أن يحجبه إذا لم يكن مناسباً. 3. يحق للـ alhayat.com إعادة نشر التعليق المتّزن أو المثير للنقاش أو الجدير بالتوسيع، في القسم الذي تراه إدارة الموقع مناسباً، ولا تتحمل هذه الإدارة أي مسؤولية مادية أو معنوية حيال صاحب التعليق.
زيارة الموضوع الاصلي
الحياة - لبنان - الدولة وبقايا الديموقراطية
  • المصدر http://alhayat.com/Articles/7054623/%D9%84%D8%A8%D9%86%D8%A7%D9%86---%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%88%D9%84%D8%A9-%D9%88%D8%A8%D9%82%D8%A7%D9%8A%D8%A7-%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%8A%D9%85%D9%88%D9%82%D8%B1%D8%A7%D8%B7%D9%8A%D8%A9 الحياة - Home
موقع قولي غير مسئول عن المحتوي المعروض، فهو مقدم من موقع اخر (سياسة الخصوصية)
اقرأايضا
07/07/2015 | 5:33 ص

الغندور ردا على تعليقات بمواقع التواصل: لست صوت الزمالك.. وإنما صوت الحق في الإعلام - التليفزيون

أكد الإعلامي خالد الغندور، أنه قال في برنامج عبر راديو "90/90" بالنص، أنه صوت الحق وليس صوت...

الغندور ردا على تعليقات بمواقع التواصل: لست صوت الزمالك.. وإنما صوت الحق في الإعلام - التليفزيون
07/07/2015 | 5:33 ص

برهان عن قانون مكافحة الإرهاب : أشعر أنني أمام تشريعات فتحي سرور الموجز

كتب : مؤمن الكاملمنذ 16 دقيقة أسامة برهان قال أسامة برهان، نقيب الأخصائيين الاجتماعيين، وأمين عام اتحاد النقابات المهنية، إن "دعاوي قمع الصحفيين يقف وراءها حفنة من الفاسدين لا يتعدون أصابع الي

برهان  عن  قانون مكافحة الإرهاب : أشعر أنني أمام تشريعات  فتحي سرور    الموجز
07/07/2015 | 5:33 ص

المصريين الأحرار : العاصمة الجديدة على رأس أولويتنا - المصريون

قال المهندس شريف حبيب رئيس لجنة الإسكان بحزب المصريين الأحرار، فى المؤتمر الصحفى اليوم إن لجنة الإسكان من اللجان الهامة بالحزب لما لها من أثر فى كل المناحى، لافتاً إلى أن التعليم الجيد أساسه إسكان جيد، والأمن مرتبط بالإسكان وأنه لو وجد بطريقة غير منظمة يصعب الأمن، مضيفًا أن الإسكان هو تنمية وإنتاج، مؤكدًا أن لجنة الإسكان معنية بموضوعات الإسكان وستقدم اقتراحات فى هذا الأمر مثل القرارات التى ساعدت على ارتفاع أسعار العقارات فى مصر، وأيضا تطوير العشوائيات فى مصر.

المصريين الأحرار : العاصمة الجديدة على رأس أولويتنا - المصريون
07/07/2015 | 4:48 ص

مرشح لرئاسة الدستور: مقاطعة البرلمان ليست هدفنا والمحليات أولويتنا - مصر العربية

سنُسخر كل إمكانياتنا للضغط على السلطة للإفراج عن المعتقلين الدستور حزب مراقب...

مرشح لرئاسة الدستور: مقاطعة البرلمان ليست هدفنا والمحليات أولويتنا - مصر العربية
06/07/2015 | 3:53 ص

تأجيل دعوى تجنيد رئيس نادى بنى عبيد بالقوات المسلحة لـ2 سبتمبر المقبل

قررت الدائرة الثانية بمحكمة القضاء الإدارى، تأجيل دعوى هرماس رضوان رئيس مجلس إدارة نادى بنى عبيد المطالبة بتجنيده فى صفوف القوات المسلحة لجلسة 2 سبتمبر المقبل.

تأجيل دعوى تجنيد رئيس نادى  بنى عبيد  بالقوات المسلحة لـ2 سبتمبر المقبل
06/07/2015 | 3:41 ص

الأحزاب تعلى المصلحة الوطنية.. والحرب على الإرهاب تدفعها للقبول بقوانين الانتخابات رغم تحفظاتها.. وتؤكد: استكمال مؤسسات الدولة أهم .. الوفد : نحتاح برلمانا قويا..و المؤتمر : الداعون للمقاطعة ضعفاء

"الحرب على الإرهاب" دفعت عدد كبير من الأحزاب السياسية للقبول بقوانين الانتخابات رغم وجود تحفظات لهم عليها، وذلك لإعلاء المصلحة الوطنية، واستكمال مؤسسات الدولة.

الأحزاب تعلى المصلحة الوطنية.. والحرب على الإرهاب تدفعها للقبول بقوانين الانتخابات رغم تحفظاتها.. وتؤكد: استكمال مؤسسات الدولة  أهم ..  الوفد : نحتاح برلمانا قويا..و المؤتمر : الداعون للمقاطعة  ضعفاء
03/07/2015 | 8:54 م

«المحافظين»: الهجمات الإرهابية لن تنال من عزيمة الجيش

انعقد المكتب السياسي لحزب المحافظين بشكل شبه دائم على مدار اليومين الماضيين، لبحث تداعيات الهجمات الإرهابية في سيناء.

«المحافظين»: الهجمات الإرهابية لن تنال من عزيمة الجيش


الحياة - لبنان - الدولة وبقايا الديموقراطية البرلمان المصري لبنان - الدولة وبقايا الديموقراطية- لبنان اسم غني في تعريفاته: من لبنان التاريخ الحضاري القديم الزاهر بالعطاء الإنساني العالمي، الى لبنان الأفراد ذوي المواهب المتميزة الذين مَكَّنوه من اجتياز حقبات التاريخ المظلمة حتى استمرّ بإبداعه الشامل، أدباً وف



اشترك ليصلك كل جديد عن البرلمان المصري

خيارات

المصدر http://alhayat.com/Articles/7054623/%D9%84%D8%A8%D9%86%D8%A7%D9%86---%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%88%D9%84%D8%A9-%D9%88%D8%A8%D9%82%D8%A7%D9%8A%D8%A7-%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%8A%D9%85%D9%88%D9%82%D8%B1%D8%A7%D8%B7%D9%8A%D8%A9 الحياة - Home
حذف الاخبار (Request removal)
اذا كنت تملك هذا المحتوي وترغب في حذفه من الموقع اضغط علي الرابط التالي حذف المحتوى
التعليقات علي الحياة - لبنان - الدولة وبقايا الديموقراطية

اترك تعليقا


قولي © Copyright 2014, All Rights Reserved Developed by: ScriptStars