خمس موجات وثلاثة أحزمة إرهاب تطوّق مصر وتهددها
09/07/2014 | 2:26 م 0 comments
خمس موجات وثلاثة أحزمة إرهاب تطوّق مصر وتهددها- لن ينهي إنجاز الانتخابات الرئاسية العمليات الإرهابية سريعاً على الأرجح، وستحتاج القيادة السياسية إلى جهد مضن في سبيل كسر أحزمة الإرهاب الثلاثة التي تطوق مصر في الوقت الراهن.من الضروري أن نعرف، بدايةً، ما وقع من إرهاب على مدار العقود الفائتة، وتحديداً...
خمس موجات وثلاثة أحزمة إرهاب تطوّق مصر وتهددهالن ينهي إنجاز الانتخابات الرئاسية العمليات الإرهابية سريعاً على الأرجح، وستحتاج القيادة السياسية إلى جهد مضن في سبيل كسر أحزمة الإرهاب الثلاثة التي تطوق مصر في الوقت الراهن.
من الضروري أن نعرف، بدايةً، ما وقع من إرهاب على مدار العقود الفائتة، وتحديداً منذ أن انزلقت جماعة «الإخوان» إلى ارتكاب أعمال عنف بعد سنوات من دخولها العمل السياسي، خارجة عن مسارها المعلن ابتداء أو لحظة انطلاقها بأنها جماعة دعوية تنشغل بتربية المنتمين إليها على مبادئ الإسلام وتعاليمه وتواجه الإرساليات التبشيرية التي انتعشت في مصر مع مطلع القرن العشرين.
وفي ركاب «الإخوان» ومعهم وبهم، نظراً إلى أن كل التجمعات والتنظيمات والجماعات والفرق السياسية التي اتخذت من الإسلام أيديولوجية خرجت من عباءة جماعة حسن البنا، شهدت مصر خمس موجات إرهابية يمكن ذكرها على النحو الآتي:
1- موجة الأربعينات: كان من أبرز حوادثها اغتيال القاضي الخازندار بعد أن أصدر حكماً ضد أعضاء في جماعة «الإخوان»، واغتيال رئيس الوزراء محمود فهمي النقراشي، والاعتداء على الكاتب الكبير عباس محمود العقاد بعد مقال وصف فيه أعضاء الجماعة بـ «الخوان» واتهمهم باعتناق الماسونية. وبعد حوادث عنف أخرى متفرقة انتهى الأمر باغتيال البنا في شباط (فبراير) 1949، وهناك من ينعم النظر في ما جرى بعد ثورة 30 حزيران (يونيو) من حرائق، ويفكر في تهديدات «الإخوان» المستمرة بـ «حرق مصر» منذ انتهاء الجولة الثانية من انتخابات الرئاسة الفائتة، ويستنتج أن «الإخوان» ربما يكونون هم من ارتكبوا حادث «حريق القاهرة» في كانون الثاني (يناير) 1952، وهي مسألة تحتاج إلى مزيد من التفكير والتدقيق، وإن كان الاحتمال وارداً.
2- موجة الخمسينات والستينات: قامت بها جماعة «الإخوان» في صراعها مع النظام السياسي الذي نشأ عقب ثورة تموز (يوليو) 1952، فقد تحالف «الإخوان» معه في البداية وشجعوه على التخلص من الأحزاب السياسية، ثم اصطدموا به حين أرادوا أن يحولوا حركة الضباط الأحرار إلى مجرد عنصر دفع لمشروع «الإخوان». وأبرز أحداث هذه الموجة محاولة اغتيال الرئيس جمال عبدالناصر في المنشية (الإسكندرية) 1954، وارتكاب أعمال عنف في 1965 انتهت باعتقال خلية يقودها سيد قطب، حيث أعدم هو وبعض من معه. وكان مرشد «الإخوان» الحالي عضواً في هذه الخلية، وهناك اعترافات له بذلك.
3- موجة السبعينات: قامت بها تجمعات متطرفة صغيرة مثل جماعة «الفنية العسكرية» التي خططت للانقلاب على الحكم، و «جماعة المسلمين» المعروفة باسم «التكفير والهجرة»، وجناح من «حزب التحرير الإسلامي»، وظهرت خلال ذلك العقد الجماعة الإسلامية، واستخدمها السادات في التضييق على معارضيه اليساريين فروعوا طلاب الجامعات وأرهبوهم، وانتعش تنظيم الجهاد، وانتهت هذه الموجة باغتيال السادات في 6 تشرين الأول (أكتوبر) 1981، بعد أن انقلب السحر على الساحر.
4- موجة الثمانينات والتسعينات: كانت بالأساس من فعل «الجماعة الإسلامية» وبقايا تنظيم الجهاد، وقد بدأت عام 1988 وتخللتها محاولة اغتيال رئيس الوزراء عاطف صدقي ووزاء وكتّاب، وتم اغتيال رئيس مجلس الشعب رفعت المحجوب والكاتب فرج فودة، وحصلت محاولة لقتل نجيب محفوظ، كما قتل مئات السياح والآلاف من المواطنين ورجال الشرطة في مواجهة بين الأمن والمتطرفين، وانتهت الموجة بحادث الأقصر 1997 الذي عرضت بعده «الجماعة الإسلامية» مبادرة وقف العنف.
5- الموجة الحالية: بدأت أثناء حكم محمد مرسي بقتل جنود في سيناء، ومحاصرة المحكمة الدستورية العليا ومدينة الإنتاج الإعلامي وحرق مقر حزب الوفد ومدخل مبنى جريدة «الوطن»، واستمرت بعد إسقاطه بعمليات إرهابية متعاقبة نعيشها حالياً، تختلف عما جرى أنها الأكثر «عولمة» بمعنى مشاركة أفراد وتنظيمات من خارج مصر فيها، لا سيما في سيناء، وأكثر عنفاً، لأنها عرفت أشكالاً لم تكن متّبعة مثل «العربات المفخخة»، وتسعى إلى هدف أكثر تحديداً بعد أن ذاقت جماعة «الإخوان» طعم السلطة، وأصبح أفرادها أكثر تمرداً وشجاعة، متخلّين عن حذرهم التاريخي.
ثلاثة أحزمة
ومع الموجة الحالية تطوق مصر ثلاثة أحزمة من الإرهاب الفعلي أو المحتمل، يمكن ذكرها على النحو الآتي:
1- حزام يطوّق الدولة بكامل ترابها حيث تنشط تنظيمات تكفيرية وإرهابية في ليبيا التي تربطها حدود مع مصر تصل إلى ألف كيلومتر، وتعلن تهديدها صراحة للدولة المصرية، سواء بفعل الاتجاه الغريزي لتلك التنظيمات للدخول في صراعات حدودية مسلحة لإقامة «إمارة إسلامية» أو لوجود مجموعات قريبة من «الإخوان» توظفها في الانتقام من السلطة الحالية في مصر. وقد أُعلن أخيراً عن قيام تنظيم يسمى «دالم» أي «الدولة الإسلامية لليبيا ومصر» على غرار «داعش». ومشكلة هذا الحزام وخطورته أن عمقه يمتد عبر الصحراء الكبرى في ليبيا ليخترق جنوب الجزائر وصولاً إلى مالي والنيجر وتشاد وحتى السنغال، حيث بقايا ما يعرف بـ «تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي» والذي سعى إلى إقامة دويلة في شمال مالي لولا تدخل فرنسا بتفويض من الغرب للقضاء على هذا المسعى. وحال نجاح اللواء خليفة حفتر في بسط نفوذ قواته على كامل التراب الوطني الليبي، فإنه يكسر هذا الطوق ويخفف العبء عن مصر.
افتعال مشكلات خارجية
وفي الجنوب، حيث السودان، يوجد نظام حكم قريب من جماعة «الإخوان»، وقد سمحت الخرطوم بدخول عدد كبير من قيادات «الإخوان» الهاربين من مصر للإقامة أو توطئة لتوجههم إلى قطر وتركيا. وفي ظل ادعاءات السودان بحقه في منطقتي حلايب وشلاتين المصريتين، ومع الخلاف بين البلدين حول مشروع سد النهضة الإثيوبي، يمكن الجبهة الجنوبية أن تتأجج، سواء في شكل صريح وسافر أو بطريقة مستترة ومبطنة، خصوصاً أن السلطة في السودان استمرأت افتعال مشكلات خارجية لإبعاد المواطنين عن التفكير في الأوضاع الداخلية، وحشدهم خلف النظام الحاكم.
وفي الشمال الشرقي هناك قطاع غزة الذي تحكمه حركة «حماس»، وهي فرع من جماعة «الإخوان»، وتتهمها مصر بتغذية الإرهاب في سيناء عبر الأنفاق، خصوصاً أن تنظيم «أنصار بيت المقدس» الذي يعلن مسؤوليته عن أعمال إرهابية متتابعة في مصر هو فلسطيني النشأة، من بين التنظيمات الجهادية في غزة.
2- هناك حزام يطوق القاهرة نظراً إلى تنامي وجود القوى السلفية والجهادية و «الإخوانية» في المحافظات القريبة من العاصمة، مثل الفيوم وأرياف الجيزة والقليوبية والشرقية.
3- يوجد حزام ثالث يتمثل في الأحياء العشوائية، الناجمة عن الفقر وترييف المدينة وانسحاب الدولة من توفير الإسكان، وهي تطوق الأحياء التي تقطنها الطبقة الوسطى والثرية في مصر، والتي تميل في الغالب الأعم إلى الأفكار الأكثر انفتاحاً وكانت تصوت ضد «الإخوان» وأنصارهم في الاستحقاقات الانتخابية الماضية.
وإذا كان تفكيك هذا الحزام يحتاج إلى خطة متكاملة يستغرق تطبيقها وقتاً تتوزع على التعليم والاقتصاد والثقافة ومؤسسات إنتاج الخطاب الديني، فإنني أعتقد أن الموجة الخامسة من الإرهاب التي تواجهها مصر حالياً ستستمر فترة، ثم تنكسر وتنحسر وتنتهي بندم جديد للإرهابيين، فالجريمة لا تفيد، والإرهاب لا يقيم دولة، لا سيما مع شعب أثبت أنه عصي على الترويع والترهيب، ولم تثنه كل استمالات الخوف التي اتبعها «الإخوان» عن النزول بالملايين في 30 حزيران 2013 لإسقاط حكم جماعة «الإخوان». وأعتقد أن إنجاز الانتخابات الرئاسية بعد إقرار الدستور، يعني قطع محطتين مهمتين من خريطة الطريق، وتبقى الانتخابات البرلمانية، لتكتمل الجدران الشكلية لمواجهة الإرهاب والعنف المنظم، كما يبقى تحقيق العدل الاجتماعي في ظل برنامج تنمية شاملة مع احترام الحريات العامة وعدم قهر السلطة للمواطنين ليملأ هذه الجدران بالمادة التي تأكل الإرهاب بـموجهاته وأحزمته وحلقاته.
* كاتب مصري
قضايا اترك تعليقاً.. الأحرف المتبقية: 1000 شروط التعليق 1. يلتزم زوار alhayat.com بلياقات التفاعل مع المواد المنشورة ومواضيعها المطروحة، وبعدم تناول الشخصيات والمقامات الدينية والدنيوية والكتّاب، بكلام جارح ونابِ ومشين. ويلتزمون أيضاً بعدم المساس بالشعوب والأعراق والإثنيات والأوطان بالسوء. 2. يحق للـ alhayat.com ان ينقّح تعليق الزائر بما يتناسب مع لياقات التفاعل وإطلاق الحوار البنّاء، مع الحفاظ على مضمون التعليق، أو أن يحجبه إذا لم يكن مناسباً. 3. يحق للـ alhayat.com إعادة نشر التعليق المتّزن أو المثير للنقاش أو الجدير بالتوسيع، في القسم الذي تراه إدارة الموقع مناسباً، ولا تتحمل هذه الإدارة أي مسؤولية مادية أو معنوية حيال صاحب التعليق. إقرأ أيضاً العالم العربي: صراع النخب واقتتال الأهلالمتغيرات في مناطق سورية هادئة أو مزلزلةالتسوية الفلسطينية وأحابيل الاستفتاءات«منتدى الشؤون الخليجية» يخاطب الأوروبيين والأميركيينبن عاشور:متطرفون يطوّقون إصلاحات البحرين بإسم المعارضةنحو خريطة طريق لإنقاذ ليبياثلاثة سيناريوات أمام رئيس مصر الجديد...كيري يؤجل الفشل... بالتمديد للمفاوضات الفلسطينية...كريم مروة... تخصيب فكري يحرك مياهاً راكدةسيناريوات الاتفاق النووي النهائي بين ايران والدول الغربية آخر الاخبار ▼ الأكثر قراءة الأكثر تعليقا الأكثر تعليقا | اليوم | هذا الاسبوع | هذا الشهر مفاجأة «باب الحارة»: «أبو عصام» يتزوج جاسوسةزيارة الموضوع الاصليخمس موجات وثلاثة أحزمة إرهاب تطوّق مصر وتهددها
موقع قولي غير مسئول عن المحتوي المعروض، فهو مقدم من موقع اخر (سياسة الخصوصية)
نقش 9دی در تثبیت موقعیت ام القرایی جمهوری اسلامی ایران
نهم دی ثابت کرد که ایران اسلامی بهترین الگو برای کشور های محور مقاومت است و لیاقت رهبری جهان اسلام را بیش از گذشته دارد.

الراهب القرية التي ثارت ضد ظلم علي بك الكبير أبرز رموزها الليثي ناصف قائد ومؤسس الحرس الجمهوري
قرية ' الراهب ' احدى قرى مركز شبين الكوم – محافظة المنوفية والتى تبعد عنها بضع كيلو مترات ؛ فهى قرية ذات رائحة تفوح منها رائحة البرتقال باعتبارها اكبر القرى على مستوى الجمهورية زراعة للبرتقال . ولعل ...

صبٌوالله قطب التمنية المَهمُول والإنسان المُغَيب عن الحضارة - أقــــلام حرة
تقع أطلال قرية صبوالله الكبيرة على بعد ثلاث ثلاثين كلم من مدينة بوكي وواحد وعشرون كلم من مقاطعة بابابي، وهذه الأخيرة هي التي تتبع لها المقاطعة إداريا في حين تتبع (...)

اللواء بهجت سليمان للأردنيين طابخ السم آكله - أخبار الشرق الأوسط
سوريا (آسيا): في لقاء مع الاخبارية السورية قال السفير السوري السابق في الاردن الدكتور بهجت سليمان...

ناصر وعامر الرجل الأول وظله «الحلقة الأولى» - سياسة
لا يمكن فهم طبيعة العلاقة بين الرئيس الراحل جمال عبد الناصر وصديقه، وزير الدفاع الأسبق، عبد الحكيم عامر...

جريدة البشاير مقتل عامل على يد 5 أشخاص ببلقاس دقهلية
وصل بلاغ من مستشفى بلقاس المركز التابعة لمحافظة الدقهلية إلى قسم شرطة بلقاس، يفيد بوصول المدعو محمد السيد أبو زيد عبدالحليم – 19 سنة – عامل ومقيم ببندرر بلقاس جثة هامدة نتيجة إصابته بجروح قطعية متفرقة وإشتباه قطع بأوردة وشرايين الركبة اليمنى. وبالإنتقال وسؤال والد المتوفى السيد أبوزيد عبدالحليم – 50 سنة – عامل ومقيم بذات العنوان إتهم كل من المدعو حمادة السيد مصطفى – 25 سنة – تباع ، والمدعو السعيد الشربينى عبدالحليم – 26 سنة – سائق ويقيمان ببندر بلقاس، والمدعو عبدالباسط جمال السيد طه – 16 سنة – سائق توك توك ، والمدعو عيد السيد طه – 52 سنة – عامل ، والمدعوة مسعدة قطب الرجال – 38 سنة – ربة منزل ويقيمون بناحية المعصرة التابعة لدائرة المركز. وقد أشار بالتعدى على نجله المتوفى بالضرب بالأيدى وآلة حادة سكين بحوزة الثانى وإحداث إصابته التى أودت بحياته، لقيامه بسرقة توك توك ملك المتهم الثانى. وتمكن ضباط وحدة مباحث المركز من ضبط المتهمين وبمواجهتهم إعترفوا بإرتكاب الواقعه لذات السبب وبإرشاد المتهم الثانى تم ضبط الآداة المستخدمة فى الواقعة. وقد تم التحفظ على المضبوطات على ذمة تصرفات النيابة العامة، و تحرر عن ذلك المحضر رقم 20236 جنح مركز شرطة بلقاس لسنة 2014م، وأُخطرت النيابة العامة بالواقعة، وكلفت إدارة البحث الجنائى بإستكمال الف

خمس موجات وثلاثة أحزمة إرهاب تطوّق مصر وتهددها جمال قطب خمس موجات وثلاثة أحزمة إرهاب تطوّق مصر وتهددها- لن ينهي إنجاز الانتخابات الرئاسية العمليات الإرهابية سريعاً على الأرجح، وستحتاج القيادة السياسية إلى جهد مضن في سبيل كسر أحزمة الإرهاب الثلاثة التي تطوق مصر في الوقت الراهن.من الضروري أن نعرف، بدايةً،
التعليقات علي خمس موجات وثلاثة أحزمة إرهاب تطوّق مصر وتهددها