الناصرة هنا غزة فلسطينيو الداخل نحو الاحتجاج السلمي

تظاهر مئات الشبان الفلسطينيين، فضلاً عن مسوؤلين في الأحزاب العربية...

لا يمكن رؤية الذكرى الثانية والأربعين لاستشهاد غسان إلا في مرآة الانتفاضة الثالثة التي تشتعل الآن في فلسطين. أجل، الذكرى فعل مضارع.

شارك نحو 500 متظاهر فلسطيني، يوم الأربعاء، معظمهم من الشباب، بتظاهرة سلمية للاحتجاج على العدوان الإسرائيلي على غزة.

وتقدم المتظاهرين جمع من قادة الأحزاب العربية، ومن بينهم "التجمع الوطني الديمقراطي" و"حركة أبناء البلد"، فضلاً عن ممثلين محليين عن "جبهة الناصرة"، فيما قاطعت الحركة الإسلامية، بشقيها الشمالي والجنوبي، التظاهرة، ومكونات "القائمة العربية الموحدة".

وردد المتظاهرون هتافات تندد بالعدوان على القطاع، وتدعو إلى وقف العدوان، ومحاكمة مجرمي الحرب الإسرائيليين، كما هتفوا بشعار "غزة هاشم ما بتركع للدبابة والمدفع"، ورفع المتظاهرون الأعلام الفلسطينية ولافتات كتب عليها: "الناصرة... هنا غزة".

وشكلت تظاهرة الناصرة تحولاً باتجاه حراك سياسي واحتجاجي سلمي، بعد أسبوع عاصف من التظاهرات الصاخبة، والمواجهات بين الشبان وشرطة الاحتلال، في مختلف أنحاء البلدات العربية في الداخل الفلسطيني، من الشمال إلى الجنوب، قام خلالها الشبان الملثمون برشق الشرطة الإسرائيلية بالحجارة، وإشعال الإطارات، فيما ردت الشرطة بتفريق التظاهرات بالقوة، واستخدمت القنابل المسيلة للدموع والقنابل الصوتية، فضلاً عن قيامها بحملة اعتقالات واسعة طالت أكثر من مائة وخمسين شخصاً، من المتظاهرين والناشطين السياسيين، أبرزهم عضو المكتب السياسي لـ"التجمع الوطني"، مراد حداد، وعضو المكتب السياسي لـ"حركة أبناء البلد"، رجا إغبارية، ليفرج عنهما لاحقاً بشروط مختلفة.

وجاءت التظاهرة السلمية بعد أن كانت لجنة المتابعة العليا لشؤون الفلسطينيين في الداخل، اتفقت في اجتماعها الطارئ، يوم الثلاثاء، على تنظيم تظاهرة جامعة، يوم الجمعة المقبل، في بلدة كفر مندا في الجليل، على إثر رفض رئيس بلدية الناصرة، علي سلام، استضافة التظاهرة في الناصرة، بحجة أن المتظاهرين أضروا بالممتلكات العامة من جهة، وتغيب القيادات الحزبية عن التظاهرات ما سبب الفوضى في المدينة.

لكن تظاهرة الناصرة السلمية، التي جرت الأربعاء، والتي بادر إليها الحراك الشبابي في المدينة، حملت رسالة واضحة لرئيس البلدية من جهة، وللسلطات الحكومية من جهة أخرى، حول الإصرار على حق فلسطيني الداخل بالتظاهر، والتعبير عن احتجاجهم، ورفضهم للحرب على قطاع غزة، مع توالي سقوط شهداء القصف الإسرائيلي.

وفي السياق، امتنع ممثلو الأحزاب، يوم الأربعاء، عن إلقاء الكلمات والخطابات، وتم الاكتفاء بكلمة وجهها الناشط السياسي، شادي عباس، أعلن فيها، باسم الحراك الشبابي، رفض العدوان على غزة، ورفض السياسيات الحكومية التمييزية والعنصرية ضد الفلسطينيين في الداخل.

وجاء هذا التحول بعد أن شهد المجتمع الفلسطيني في الداخل، نقاشاً بشأن طريقة الاحتجاج الأفضل، في ظل مخططات مبيتة من الشرطة والأجهزة الإسرائيلية لقمع فلسطينيي الداخل، وهو الأمر الذي تمثل بحملات الاعتقالات الواسعة من جهة، وحشد المئات من عناصر الشرطة، الأربعاء، في الناصرة، لتفريق التظاهرة.

غير أن المنظمين اتخذوا مساراً معاكساً، إذ انطلقوا من دوار شهاب الدين ليتوجهوا إلى العين في الناصرة، ولم يأخذوا المسار الموصل إلى مفرق الكراجات المفضي إلى بلدة نتسرات عيليت، حيث تمركزت قوات الشرطة.

ويأتي هذا التحول نحو الاحتجاج السلمي، في ظل ما بدا من ميل واضح لدى الحركة الإسلامية بشقيها، والحزب الشيوعي الإسرائيلي، ورؤساء السلطات المحلية العربية، إلى التهدئة وخفض مستوى الاحتجاجات الشبابية والشعبية في الداخل الفلسطيني.

وكان "العربي الجديد" كشف، الأحد الماضي، عن أن لجنة الحكومة الإسرائيلية وجهت للقيادات العربية رسائل للتهدئة، من خلال اتصالات أجراها الرئيس الإسرائيلي، شمعون بيرس، ووزير الأمن الداخلي، يتسحاق أهرونوفيتش، مع رئيس اللجنة القطرية، ورئيس بلدية سخنين، مازن غنايم، وأخرى عبر "الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة"، فضلاً عن تدخل السفارة البريطانية لدى جهات عربية لتهدئة الأوضاع في الداخل الفلسطيني.

وأقرت لجنة المتابعة، في جلسة الأحد، أنها لن تبادر للاتصال بالجهات الحكومية لطلب التهدئة، إلا أنها لن ترفض مبادرات تأتي من الحكومة، بشرط أن توقف الأخيرة وإعلامها، موجات التحريض ضد الفلسطينيين في الداخل، واتهامهم بأنهم طابور خامس، والتحريض ضد القيادات السياسية، وخاصة تصريحات وزير الخارجية، أفيغدور ليبرمان، ضد النائبة حنين زعبي، وإهدار دمها وتهديدها بمصير مشابه لمصر مختطفي المستوطنين الثلاثة.

العراق: الصرخي يتهم ميليشيات باستهدافه... ونائب محافظ بابل يستقيل

"ذي اندبندنت": المنامة تعمّدت إثارة حادث دبلوماسي مع واشنطن

إيران تتسلم دفعة جديدة من أموالها... ومفاوضات النووي متعثرة

شركات بريطانية زوّدت النظام السوري بكيماويات لصناعة غاز السارين

36 حزباً سياسياً ترفض دعوة بوتفليقة لمشاورات الدستور

دي مستورا يخلف الإبراهيمي كمبعوث أممي في سورية

شارك نحو 500 متظاهر فلسطيني، يوم الأربعاء، معظمهم من الشباب، بتظاهرة سلمية للاحتجاج على العدوان الإسرائيلي على غزة.

وتقدم المتظاهرين جمع من قادة الأحزاب العربية، ومن بينهم "التجمع الوطني الديمقراطي" و"حركة أبناء البلد"، فضلاً عن ممثلين محليين عن "جبهة الناصرة"، فيما قاطعت الحركة الإسلامية، بشقيها الشمالي والجنوبي، التظاهرة، ومكونات "القائمة العربية الموحدة".

وردد المتظاهرون هتافات تندد بالعدوان على القطاع، وتدعو إلى وقف العدوان، ومحاكمة مجرمي الحرب الإسرائيليين، كما هتفوا بشعار "غزة هاشم ما بتركع للدبابة والمدفع"، ورفع المتظاهرون الأعلام الفلسطينية ولافتات كتب عليها: "الناصرة... هنا غزة".

وشكلت تظاهرة الناصرة تحولاً باتجاه حراك سياسي واحتجاجي سلمي، بعد أسبوع عاصف من التظاهرات الصاخبة، والمواجهات بين الشبان وشرطة الاحتلال، في مختلف أنحاء البلدات العربية في الداخل الفلسطيني، من الشمال إلى الجنوب، قام خلالها الشبان الملثمون برشق الشرطة الإسرائيلية بالحجارة، وإشعال الإطارات، فيما ردت الشرطة بتفريق التظاهرات بالقوة، واستخدمت القنابل المسيلة للدموع والقنابل الصوتية، فضلاً عن قيامها بحملة اعتقالات واسعة طالت أكثر من مائة وخمسين شخصاً، من المتظاهرين والناشطين السياسيين، أبرزهم عضو المكتب السياسي لـ"التجمع الوطني"، مراد حداد، وعضو المكتب السياسي لـ"حركة أبناء البلد"، رجا إغبارية، ليفرج عنهما لاحقاً بشروط مختلفة.

وجاءت التظاهرة السلمية بعد أن كانت لجنة المتابعة العليا لشؤون الفلسطينيين في الداخل، اتفقت في اجتماعها الطارئ، يوم الثلاثاء، على تنظيم تظاهرة جامعة، يوم الجمعة المقبل، في بلدة كفر مندا في الجليل، على إثر رفض رئيس بلدية الناصرة، علي سلام، استضافة التظاهرة في الناصرة، بحجة أن المتظاهرين أضروا بالممتلكات العامة من جهة، وتغيب القيادات الحزبية عن التظاهرات ما سبب الفوضى في المدينة.

لكن تظاهرة الناصرة السلمية، التي جرت الأربعاء، والتي بادر إليها الحراك الشبابي في المدينة، حملت رسالة واضحة لرئيس البلدية من جهة، وللسلطات الحكومية من جهة أخرى، حول الإصرار على حق فلسطيني الداخل بالتظاهر، والتعبير عن احتجاجهم، ورفضهم للحرب على قطاع غزة، مع توالي سقوط شهداء القصف الإسرائيلي.

وفي السياق، امتنع ممثلو الأحزاب، يوم الأربعاء، عن إلقاء الكلمات والخطابات، وتم الاكتفاء بكلمة وجهها الناشط السياسي، شادي عباس، أعلن فيها، باسم الحراك الشبابي، رفض العدوان على غزة، ورفض السياسيات الحكومية التمييزية والعنصرية ضد الفلسطينيين في الداخل.

وجاء هذا التحول بعد أن شهد المجتمع الفلسطيني في الداخل، نقاشاً بشأن طريقة الاحتجاج الأفضل، في ظل مخططات مبيتة من الشرطة والأجهزة الإسرائيلية لقمع فلسطينيي الداخل، وهو الأمر الذي تمثل بحملات الاعتقالات الواسعة من جهة، وحشد المئات من عناصر الشرطة، الأربعاء، في الناصرة، لتفريق التظاهرة.

غير أن المنظمين اتخذوا مساراً معاكساً، إذ انطلقوا من دوار شهاب الدين ليتوجهوا إلى العين في الناصرة، ولم يأخذوا المسار الموصل إلى مفرق الكراجات المفضي إلى بلدة نتسرات عيليت، حيث تمركزت قوات الشرطة.

ويأتي هذا التحول نحو الاحتجاج السلمي، في ظل ما بدا من ميل واضح لدى الحركة الإسلامية بشقيها، والحزب الشيوعي الإسرائيلي، ورؤساء السلطات المحلية العربية، إلى التهدئة وخفض مستوى الاحتجاجات الشبابية والشعبية في الداخل الفلسطيني.

وكان "العربي الجديد" كشف، الأحد الماضي، عن أن لجنة الحكومة الإسرائيلية وجهت للقيادات العربية رسائل للتهدئة، من خلال اتصالات أجراها الرئيس الإسرائيلي، شمعون بيرس، ووزير الأمن الداخلي، يتسحاق أهرونوفيتش، مع رئيس اللجنة القطرية، ورئيس بلدية سخنين، مازن غنايم، وأخرى عبر "الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة"، فضلاً عن تدخل السفارة البريطانية لدى جهات عربية لتهدئة الأوضاع في الداخل الفلسطيني.

وأقرت لجنة المتابعة، في جلسة الأحد، أنها لن تبادر للاتصال بالجهات الحكومية لطلب التهدئة، إلا أنها لن ترفض مبادرات تأتي من الحكومة، بشرط أن توقف الأخيرة وإعلامها، موجات التحريض ضد الفلسطينيين في الداخل، واتهامهم بأنهم طابور خامس، والتحريض ضد القيادات السياسية، وخاصة تصريحات وزير الخارجية، أفيغدور ليبرمان، ضد النائبة حنين زعبي، وإهدار دمها وتهديدها بمصير مشابه لمصر مختطفي المستوطنين الثلاثة.

زيارة الموضوع الاصلي

الناصرة هنا غزة فلسطينيو الداخل نحو الاحتجاج السلمي

• المصدر http://www.alaraby.co.uk/politics/c78e7302-fc15-4dc8-b1a2-bab1547efbc9 العربي الجديد - الصفحة الرئيسية
  

موقع قولي غير مسئول عن المحتوي المعروض، فهو مقدم من موقع اخر (سياسة الخصوصية)

اقرأايضا

اليوم 7:45 ص

كم عدد السنوات اللازمة لإزالة ركام الحرب من غزة؟ أخبار الجزيرة نت

بين أنقاض ما كان يوما مدينة نابضة بالحياة، تبرز معضلة جديدة تضاف إلى معاناة سكان قطاع غزة، حيث بات القطاع أشبه بجبال من الركام تحكي قصة دمار غير مسبوق، وتفرض إزالته تحديا صعبا على الغزيين.

اليوم 7:45 ص

أمريكا تعتقل طالب فلسطيني شارك في احتجاجات ضد الحرب على غزة مصراوى

أمريكا تعتقل طالب فلسطيني شارك في احتجاجات ضد الحرب على غزة | مصراوى

اليوم 7:45 ص

قبل وبعد.. صورة صادمة لقرية سويت بالأرض في شمال غزة سكاي نيوز عربية

سوّت القوات الإسرائيلية قرية في شمال غزة بالأرض في الأيام التي أعقبت انهيار وقف إطلاق النار الهش الذي دخل حيز التنفيذ في وقت سابق من هذا العام.

05/01/2025 | 3:25 ص

بلينكن يتحدث عن أسرع طريقة لإنهاء الحرب في غزة سكاي نيوز عربية

قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، أن أسرع طريقة لإنهاء الحرب في غزة بشكل دائم هي من خلال اتفاق على وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن.

05/01/2025 | 3:25 ص

إيجابية وتقدم بمفاوضات غزة.. وتوقعات بإنجاز كافة الملفات

مع استئناف مفاوضات وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى في غزة بين إسرائيل وحركة حماس في قطر، خيّم تفاؤل حذر على الأوساط على ما يبدو.أجواء إيجابية وتقدمفقد أفادت

31/12/2024 | 7:35 ص

مستشفى كمال عدوان: المستشفيات في غزة أرض معركة ، ونازحون يتساءلون: أين نذهب؟ - BBC News عربي

طالب مدير منظمة الصحة العالمية بإنهاء "الهجمات على المستشفيات" في غزة، وقال تيدروس أدهانوم إن المستشفيات في غزة أصبحت مرة أخرى "أرض معركة" وإن النظام الصحي يقبع تحت "تهديد شديد".

31/12/2024 | 7:35 ص

الحرب على غزة مباشر.. الاحتلال يتكبد مزيدا من الخسائر والمقاومة تطلق صواريخ من القطاع أخبار الجزيرة نت

في اليوم الـ452 للعدوان على غزة، ذكرت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية أن حركة حماس نجحت أخيرا في استعادة معظم قدراتها بالسيطرة المدنية على مناطق بوسط قطاع غزة.