العربي الجديد - سعدية مفرح - عن أسلوب غزة
10/07/2014 | 5:00 ص 0 comments
... ليس لأنها المدينة العصيّة على العدو وحسب، بل لأنها اختصرت المعنى...
الرئيسية سياسة اقتصاد ثقافة مجتمع رياضة منوعات ميديا مقالات تحقيقات



لا يمكن رؤية الذكرى الثانية والأربعين لاستشهاد غسان إلا في مرآة الانتفاضة الثالثة التي تشتعل الآن في فلسطين. أجل، الذكرى فعل مضارع.


شاعرة وكاتبة وصحفية كويتية، من مجموعاتها الشعرية "ليل مشغول بالفتنة" و"مجرد امرأة مستلقية"، ولها مؤلفات نقدية وكتب للأطفال. فازت بعدة جوائز، وشاركت في مهرجانات ومؤتمرات عدة.
اقرأ أيضاً: 2014-7-3 nbsp 3 يوليو 2014 | بالمباريات.. لا بحروب الهويات! 2014-6-26 nbsp 26 يونيو 2014 | كلهم دواعش 2014-6-19 nbsp 19 يونيو 2014 | تواضعوا يا مسلمين! 2014-6-12 nbsp 12 يونيو 2014 | الحريّة.. كشيطان رجيم! أهم الأخبار 2014-7-9 غزة ــ ضياء خليلفي لحظة "صمت من أجل غزة"، كتب محمود درويش مقاله في محراب المقاومة الغزية، قبل سنوات: "تحيط خاصرتها بالألغام.. وتنفجر. لا هو موت، ولا هو انتحار. إنه أسلوب غزة في إعلان جدارتها بالحياة". وأزعم أن درويش، الذي لا يكرّر لغته أبداً، فهم غزة، كما لم يفهمها أحد من الشعراء من قبل، فكتب عنها ذلك المقال الذي أعلن فيه، ربما لأول مرة في تاريخ الكتابة، عن هذه المدينة المتلبسة بالمقاومة والناس والبحر، كابتكارات يومية للدهشة والأمل، عن هويتها الواضحة وضوح فلسطين على طريق الأبد.وليلة العاشر من رمضان الجاري، وجدت غزة نفسها على موعد من مواعيدها الجديرة بالحياة، تمارس أسلوبها المفضّل من جديد، فكانت تحيط خاصرتها بالألغام وتنفجر، لكنها لا تموت ولا تنتحر، بل تستمر في المقاومة كما تفهمها، وكما تعلّمتها وعلّمتها لأهلها، وكما يليق بها، وباسمها العصيّ في نكهته الفلسطينية الخالدة.لا أحد يفهم معنى المقاومة، إلا مَن مارسها بأيّ شكل من أشكالها، وليس لها شكل واحد أو ثابت. الأصل فيها أن تتنوّع أشكالها، وألا تكرر نفسها، وإن تكررت أسبابها أو أهدافها، بصفتها، في واحد من تعريفاتها المتعدّدة، المعادل النضالي للحرية. ترى ما الذي حدث في غزة؟ بل ما الذي ظل يحدث فيها طوال أعوام وأعوام من الصمود والاستبسال في مقاومة العدو، والإصرار على الحياة، حتى عبر تلك الطرق المؤدية إلى الموت حتماً؟ ما الذي تفعله غزة، لكي تبقى على قيد النضال، على الرغم من كل هذا الحصار الذي يحيطها به الأقربون قبل الأبعدين؟ لا تفعل سوى أنها تعمل، ولا تنتظر أحداً. تمشي إلى الأمام، مهما كانت العقبات ولا تلتفت للآخرين. تتقدم ولا تعود إلى الوراء. تعرف عدوّها جيداً، ولا تصدّقه أبداً. وتعرف أشقاءها وشقيقاتها جيداً، فلا ترهقهم بحسن الظن، ولا بسوئه، ولا تنتظر منهم شيئاً. وتعرف طريقها جيداً، فلا تحاول اختصاره عبر الدهاليز والطرق الجانبية الملتوية، فتذهب إليه بشكل مباشر عبر الموت المؤدي إلى الحياة. ومن خلال بيوت تُبنى على أنقاض بيوت، وأطفال يولدون في دخان الانفجارات. فيكبرون، ويذهبون إلى مدارسهم، عبر طريق الصمود والمقاومة والأمل نفسه!غزة تقاوم بالحياة وبالموت معاً، وبكل ما أوتيت من موهبة في المقاومة، وبكل ما تعلمته من تجاربها المستمرة في العيش على حافة الأمل. وأمل غزة لا ينتهي، لأنها من عند الله، ولأنها اعتادت على استثماره في كل ما مر بها ومرت به، فكان تكاثر كما يتكاثر سكانها، وبعد كل تفجير جديد، كان يطلع من تحت الركام أمل جديد، ومع كل شهيد غزاوي، يودع الحياة مبتسماً، لأنه انتصر في تلك اللحظة الفارقة من وجوده الكوني، يولد طفل غزاوي في انبعاث مستمر، وشراكة قائمة دائماً مع الغد. وغزة العصيّة على كل قياداتها، هنا وهناك، كما هي عصيّة على أعدائها وأصدقائها المفترضين، عصيّة على نفسها، أيضاً، وعلى كل مَن يريد تجيير نضالاتها، أو استخدامها سلّماً للصعود بواسطته إلى أي هدف غير الحرية. وعندما تنفجر غزة من جديد في وجه العدو والصديق الافتراضي، فإنها تجدد لنفسها، ولهم جميعاً، العهد المنفرد الذي اتخذته على نفسها، بأن تبقى على قيد الأمل والحرية والنضال. بالفعل الحقيقي على الأرض الحقيقية، وفي البحر الحقيقي، ففيهما فقط يصير لفعلها معنى المقاومة بلا مائدة للمفاوضات، ولا كمائن للسياسيين، ولا مكانة للزعماء، مهما كانوا منها وفيها. ليس لأنها المدينة العصيّة على العدو وحسب، بل لأنها اختصرت المعنى الأكبر لفلسطين وللفلسطينيين، ومن دون أن تدّعي أنها ممثلة لفلسطين، ولا الناطقة باسم الفلسطينيين، أو العرب. إنها غزة فقط.
دلالات: محمود درويش المقاومة الحرية الصديق الافتراضي المفاوضات اقرأ أيضاً 2014-7-10
العدوان على غزة.. ورجيع الكلام
2014-7-9
في لحظة "صمت من أجل غزة"، كتب محمود درويش مقاله في محراب المقاومة الغزية، قبل سنوات: "تحيط خاصرتها بالألغام.. وتنفجر. لا هو موت، ولا هو انتحار. إنه أسلوب غزة في إعلان جدارتها بالحياة". وأزعم أن درويش، الذي لا يكرّر لغته أبداً، فهم غزة، كما لم يفهمها أحد من الشعراء من قبل، فكتب عنها ذلك المقال الذي أعلن فيه، ربما لأول مرة في تاريخ الكتابة، عن هذه المدينة المتلبسة بالمقاومة والناس والبحر، كابتكارات يومية للدهشة والأمل، عن هويتها الواضحة وضوح فلسطين على طريق الأبد.وليلة العاشر من رمضان الجاري، وجدت غزة نفسها على موعد من مواعيدها الجديرة بالحياة، تمارس أسلوبها المفضّل من جديد، فكانت تحيط خاصرتها بالألغام وتنفجر، لكنها لا تموت ولا تنتحر، بل تستمر في المقاومة كما تفهمها، وكما تعلّمتها وعلّمتها لأهلها، وكما يليق بها، وباسمها العصيّ في نكهته الفلسطينية الخالدة.لا أحد يفهم معنى المقاومة، إلا مَن مارسها بأيّ شكل من أشكالها، وليس لها شكل واحد أو ثابت. الأصل فيها أن تتنوّع أشكالها، وألا تكرر نفسها، وإن تكررت أسبابها أو أهدافها، بصفتها، في واحد من تعريفاتها المتعدّدة، المعادل النضالي للحرية. ترى ما الذي حدث في غزة؟ بل ما الذي ظل يحدث فيها طوال أعوام وأعوام من الصمود والاستبسال في مقاومة العدو، والإصرار على الحياة، حتى عبر تلك الطرق المؤدية إلى الموت حتماً؟ ما الذي تفعله غزة، لكي تبقى على قيد النضال، على الرغم من كل هذا الحصار الذي يحيطها به الأقربون قبل الأبعدين؟ لا تفعل سوى أنها تعمل، ولا تنتظر أحداً. تمشي إلى الأمام، مهما كانت العقبات ولا تلتفت للآخرين. تتقدم ولا تعود إلى الوراء. تعرف عدوّها جيداً، ولا تصدّقه أبداً. وتعرف أشقاءها وشقيقاتها جيداً، فلا ترهقهم بحسن الظن، ولا بسوئه، ولا تنتظر منهم شيئاً. وتعرف طريقها جيداً، فلا تحاول اختصاره عبر الدهاليز والطرق الجانبية الملتوية، فتذهب إليه بشكل مباشر عبر الموت المؤدي إلى الحياة. ومن خلال بيوت تُبنى على أنقاض بيوت، وأطفال يولدون في دخان الانفجارات. فيكبرون، ويذهبون إلى مدارسهم، عبر طريق الصمود والمقاومة والأمل نفسه!غزة تقاوم بالحياة وبالموت معاً، وبكل ما أوتيت من موهبة في المقاومة، وبكل ما تعلمته من تجاربها المستمرة في العيش على حافة الأمل. وأمل غزة لا ينتهي، لأنها من عند الله، ولأنها اعتادت على استثماره في كل ما مر بها ومرت به، فكان تكاثر كما يتكاثر سكانها، وبعد كل تفجير جديد، كان يطلع من تحت الركام أمل جديد، ومع كل شهيد غزاوي، يودع الحياة مبتسماً، لأنه انتصر في تلك اللحظة الفارقة من وجوده الكوني، يولد طفل غزاوي في انبعاث مستمر، وشراكة قائمة دائماً مع الغد. وغزة العصيّة على كل قياداتها، هنا وهناك، كما هي عصيّة على أعدائها وأصدقائها المفترضين، عصيّة على نفسها، أيضاً، وعلى كل مَن يريد تجيير نضالاتها، أو استخدامها سلّماً للصعود بواسطته إلى أي هدف غير الحرية. وعندما تنفجر غزة من جديد في وجه العدو والصديق الافتراضي، فإنها تجدد لنفسها، ولهم جميعاً، العهد المنفرد الذي اتخذته على نفسها، بأن تبقى على قيد الأمل والحرية والنضال. بالفعل الحقيقي على الأرض الحقيقية، وفي البحر الحقيقي، ففيهما فقط يصير لفعلها معنى المقاومة بلا مائدة للمفاوضات، ولا كمائن للسياسيين، ولا مكانة للزعماء، مهما كانوا منها وفيها. ليس لأنها المدينة العصيّة على العدو وحسب، بل لأنها اختصرت المعنى الأكبر لفلسطين وللفلسطينيين، ومن دون أن تدّعي أنها ممثلة لفلسطين، ولا الناطقة باسم الفلسطينيين، أو العرب. إنها غزة فقط.
اقرأ أيضاً

زيارة الموضوع الاصليالعربي الجديد - سعدية مفرح - عن أسلوب غزة
موقع قولي غير مسئول عن المحتوي المعروض، فهو مقدم من موقع اخر (سياسة الخصوصية)
كم عدد السنوات اللازمة لإزالة ركام الحرب من غزة؟ أخبار الجزيرة نت
بين أنقاض ما كان يوما مدينة نابضة بالحياة، تبرز معضلة جديدة تضاف إلى معاناة سكان قطاع غزة، حيث بات القطاع أشبه بجبال من الركام تحكي قصة دمار غير مسبوق، وتفرض إزالته تحديا صعبا على الغزيين.

أمريكا تعتقل طالب فلسطيني شارك في احتجاجات ضد الحرب على غزة مصراوى
أمريكا تعتقل طالب فلسطيني شارك في احتجاجات ضد الحرب على غزة | مصراوى

قبل وبعد.. صورة صادمة لقرية سويت بالأرض في شمال غزة سكاي نيوز عربية
سوّت القوات الإسرائيلية قرية في شمال غزة بالأرض في الأيام التي أعقبت انهيار وقف إطلاق النار الهش الذي دخل حيز التنفيذ في وقت سابق من هذا العام.

بلينكن يتحدث عن أسرع طريقة لإنهاء الحرب في غزة سكاي نيوز عربية
قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، أن أسرع طريقة لإنهاء الحرب في غزة بشكل دائم هي من خلال اتفاق على وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن.
إيجابية وتقدم بمفاوضات غزة.. وتوقعات بإنجاز كافة الملفات
مع استئناف مفاوضات وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى في غزة بين إسرائيل وحركة حماس في قطر، خيّم تفاؤل حذر على الأوساط على ما يبدو.أجواء إيجابية وتقدمفقد أفادت
مستشفى كمال عدوان: المستشفيات في غزة أرض معركة ، ونازحون يتساءلون: أين نذهب؟ - BBC News عربي
طالب مدير منظمة الصحة العالمية بإنهاء "الهجمات على المستشفيات" في غزة، وقال تيدروس أدهانوم إن المستشفيات في غزة أصبحت مرة أخرى "أرض معركة" وإن النظام الصحي يقبع تحت "تهديد شديد".

الحرب على غزة مباشر.. الاحتلال يتكبد مزيدا من الخسائر والمقاومة تطلق صواريخ من القطاع أخبار الجزيرة نت
في اليوم الـ452 للعدوان على غزة، ذكرت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية أن حركة حماس نجحت أخيرا في استعادة معظم قدراتها بالسيطرة المدنية على مناطق بوسط قطاع غزة.

العربي الجديد - سعدية مفرح - عن أسلوب غزة اخبار غزة ... ليس لأنها المدينة العصيّة على العدو وحسب، بل لأنها اختصرت المعنى...
التعليقات علي العربي الجديد - سعدية مفرح - عن أسلوب غزة