لعبة الأسد
11/07/2014 | 11:55 م 0 comments
لعبة الأسد - المالكي... مع دولة «داعش»!- يتصرف بشار الأسد ونوري المالكي، ومن خلفهما المرشد الإيراني علي خامنئي وأتباعه في لبنان واليمن والبحرين وغيرها، كما لو أن سيطرة تنظيم «الدولة الاسلامية في العراق والشام» («داعش») على أجزاء من بلديهما تشكل خشبة الخلاص التي كانا ينتظرانها، بل وعملا من...
Search for: البحث في الارشيفيتصرف بشار الأسد ونوري المالكي، ومن خلفهما المرشد الإيراني علي خامنئي وأتباعه في لبنان واليمن والبحرين وغيرها، كما لو أن سيطرة تنظيم «الدولة الاسلامية في العراق والشام» («داعش») على أجزاء من بلديهما تشكل خشبة الخلاص التي كانا ينتظرانها، بل وعملا من أجلها، للنجاة مما هما فيه في مواجهة شعبيهما منذ سنوات.
وهذه الحال لا تفسر فقط هروبهما معاً، ومنذ البدء، الى مقولة «الحرب الكونية» على سورية (الأسد) و «المؤامرة الخارجية» على العراق» (المالكي)، انما أيضاً تبادل الخدمات في ما بينهما على الشكل الآتي: تشكيل «داعش» أولاً في سورية وإرساله الى العراق بدعوى مقاومة الاحتلال الأميركي، ثم اعادة تصديره الى سورية بحجة وقف التدخلات الخارجية فيها، وصولاً في الأسابيع الأخيرة الى «اعطاء» هذا التنظيم، نعم إعطائه بقرار مسبق، رقعة أرض عبر حدود البلدين تبرر ليس فقط بقاء نظامي الأسد والمالكي، إنما أيضاً حربهما على هذا التنظيم وما يمثله من ارهاب محلي وإقليمي ودولي.
هل يخرج عن معنى «العطاء» هذا، تسليم «داعش» مدينة الموصل العراقية، وقبلها محافظة الأنبار، من دون اطلاق رصاصة واحدة عليه من قوات المالكي؟، أو حال عدم الاشتباك على مدى سنوات بينه وبين قوات بشار الأسد في سورية، واقتصار عملياته فيها على مقاتلة «الجيش السوري الحر» وطرده من المناطق التي يسيطر عليها؟، أو بعد ذلك حرية الحركة التي تمتع بها طيلة تلك الفترة ذهاباً وإياباً بين البلدين من دون رقيب أو حسيب؟
لقد سعى النظامان الحليفان، والعاملان في الآن ذاته بأمر «الولي الفقيه» الايراني، للوصول الى هذه الحال منذ بدء الثورة الشعبية في البلدين ضدهما... إنكاراً منهما لقيام ثورة في الأساس، فضلاً عما تمثله هذه الثورة من رفض متعاظم للنظامين من جهة أولى، واستدراجاً لدول العالم المكتوية بنار الارهاب للتغاضي عن حربهما الهمجية وغير المسبوقة رداً على هذه الثورة من جهة ثانية.
كان كلام المالكي على «الارهاب» خافتاً بالمقارنة مع زميله ورفيق دربه الأسد في الفترة السابقة، لسبب واحد هو أن الثورة ضده لم تكن قد اكتملت عناصرها أو اتسعت رقعتها بعد. لكن الأخير لم يكتم سراً بشأن هذا الهدف منذ اليوم الأول، لا سيما عندما أبلغ مؤتمر «جنيف 2» انه لم يأت اليه إلا من أجل تشكيل «جبهة عالمية لمحاربة الارهاب» في سورية، أي عملياً الثورة ضد النظام فيها.
لكن ماذا عن «داعش»، ومن خلفه «القاعدة»، والدور الذي قام به في المرحلة الأخيرة؟
قد يصعب اتهام «داعش» بأنه مجرد أداة في أيدي نظامي الأسد والمالكي، أو أنه لا يملك مشروعه للمنطقة، وللعراق وسورية بشكل خاص، الا أنه ليس صعباً العثور على دلائل على التقاء مصالح بين الطرفين وعلى أن ما حدث كان تجسيداً عملياً على الأرض لهذا الالتقاء.
ذلك أن هذا التنظيم يعرف أكثر من غيره، لا سيما في ظل خبرته الطويلة بالنظام في بغداد، انسداد الأفق تماماً أمام المالكي في الأعوام الماضية وحاجته تالياً الى محاولة فتح ثغرة في الجدار السنّي - الكردي - الشيعي المرتفع في وجهه. كما يعرف كذلك أن هذه الحاجة ازدادت بعد الثورة على حليفه في سورية، وهما في مركب ايراني واحد أصلاً، ولذلك فهو لم يفتح فقط حدود بلاده أمام «لواء أبو الفضل العبــاس» و«عصـائب الحق» وغيرهما للتوجه الى سورية والقتال مع الأسد، بل تغاضى حــتى عن عمليات «داعش» نفسها عبر الحدود وفي عمق الداخل السوري.
هكذا، استغل «داعش» مأزق المالكي والأسد ليقيم على حسابهما ما اعتبره نواة «الخلافة الاسلامية» في المنطقة، وما اعتبره النظامان من ناحيتهما مدخلاً لتوحيد معركتيهما ضد شعبيهما تحت مسمى «الحرب على الارهاب»، ودعوة العالم (بما فيه «الشيطان الأكبر» الأميركي هذه المرة) للوقوف الى جانبهما فيها... ومعها طبعاً تجاهل الثورة في سورية والعراق على نظامي العائلة والشخص، فضلاً عن الحرب التدميرية للشعبين والبلدين رداً على ذلك.
وما حدث إذا ليس سوى «معركة واحدة»... مع الارهاب وضده في آن واحد، ومع نظامي المالكي والأسد وضدهما في الوقت ذاته أيضاً. أما الضحية المستهدفة في الحالين، فهي ثورة الشعبين في سورية والعراق في المقام الأول، ومن خلفهما قضايا الحرية والعدالة والديموقراطية في المنطقة والعالم.
ذلك أنه لا حاجة للقول ان ما يمر به نظاما الأسد والمالكي هو دليل آخر على فشل ما سمّي دائماً مشروع ايران الاقليمي والدولي، ليس في سورية والعراق فقط وانما في المنطقة كلها، وأن ما قاما به عبر الحدود بين بلديهما في الفترة الأخيرة، بالتنسيق مع «داعش» أو من دون تنسيق مباشر، هو محاولة جديدة لإنقاذ نفسيهما (وانقاذ المشروع الأم طبعاً) من خلال اللعبة القديمة اياها: تكبير حجم «البديل» وتعظيم خطره على المنطقة وعلى العالم!
والأهم من ذلك بل الكارثي فعلاً، بخاصة اذا ما انطلت لعبة «تبادل المصالح» هذه على الآخرين، أن ما يسمى «الدولة الاسلامية» أو «الخلافة الاسلامية» لن تلبث أن تزول عاجلاً أو آجلاً لأنها غير قابلة للحياة أولاً وأخيراً، لا في العراق ولا في سورية، ولا حتى في الجزء الذي اقتطعته «داعش» لنفسها منهما، بينما يكون نظاما المالكي والأسد (عملياً «الولي الفقيه» وامتداداته في دول المنطقة) قد نجحا عبرها في مد عمرهما شهوراً وربما أعواماً أخرى.
ولا معنى لإعلان ايران عن مشاركتها المباشرة في القتال ضد «دولة داعش»، واستعدادها للتنسيق بشأنه مع الولايات المتحدة والدول الغربية، إلا هذا المعنى تحديداً وبشكل خاص.
* كاتب وصحافي لبناني
للكاتب Tags not available Please, write your comment Please, enter your name اترك تعليقاً.. الأحرف المتبقية: 1000 شروط التعليق 1. يلتزم زوار alhayat.com بلياقات التفاعل مع المواد المنشورة ومواضيعها المطروحة، وبعدم تناول الشخصيات والمقامات الدينية والدنيوية والكتّاب، بكلام جارح ونابِ ومشين. ويلتزمون أيضاً بعدم المساس بالشعوب والأعراق والإثنيات والأوطان بالسوء. 2. يحق للـ alhayat.com ان ينقّح تعليق الزائر بما يتناسب مع لياقات التفاعل وإطلاق الحوار البنّاء، مع الحفاظ على مضمون التعليق، أو أن يحجبه إذا لم يكن مناسباً. 3. يحق للـ alhayat.com إعادة نشر التعليق المتّزن أو المثير للنقاش أو الجدير بالتوسيع، في القسم الذي تراه إدارة الموقع مناسباً، ولا تتحمل هذه الإدارة أي مسؤولية مادية أو معنوية حيال صاحب التعليق. Tweets by @alhayat_op مقالاتالأكثر قراءة جمال خاشقجي هل لدينا «حالة داعشية» في السعودية؟
زيارة الموضوع الاصليلعبة الأسد
موقع قولي غير مسئول عن المحتوي المعروض، فهو مقدم من موقع اخر (سياسة الخصوصية)
قرار عاجل بشأن محاكمة متهمي خلية داعش سوهاج
قررت الدائرة الأولي إرهاب بمحكمة جنايات أمن الدولة العليا المنعقدة بمجمع المحاكم بمأمورية استئناف مركز اصلاح بدر، تأجيل جلسات محاكمة 5 عناصر بـ خلية داعش سوهاج .. وهي القضية رقم 426 لسنة 2024، التجمع الأول والمقيدة برقم 13 لسنة 2024 القاهرة الجديدة والتي قيدت برقم 48 لسنة 2024 جنايات أمن الدولة، لجلسة 1 يونيو.

العراق: تدمير مضافات ومصادرة أسلحة في عملية أمنية بأربع محافظات - بوابة الأهرام
أعلنت خلية الإعلام الأمني العراقي، اليوم الاثنين، تدمير مضافات وأنفاق تابعة لتنظيم داعش الإرهابي ومصادرة عدد من الأسلحة في عمليات جهاز مكافحة الإرهاب بأربع محافظات

المغرب يعلن تفكيك شبكة لتجنيد مقاتلين للانضمام إلى «داعش»
أعلن المغرب اليوم (الثلاثاء) اكتشاف وتفكيك شبكة وصفها بأنها إرهابية تعمل في تجنيد وإرسال مقاتلين للانضمام لتنظيم «داعش» بمنطقة الساحل جنوب الصحراء.

قرار قضائي جديد بشأن متهمي خلية داعش سوهاج مصراوى
قرار قضائي جديد بشأن متهمي خلية داعش سوهاج | مصراوى

تأجيل محاكمة المتهمين بخلية داعش سوهاج لجلسة 1 يونيو -
قررت الدائرة الأولي إرهاب المنعقدة ببدر برئاسة المستشار محمد السعيد الشربيني اليوم، تأجيل محاكمة 5 متهمين بخلية داعش سوهاج، في القضية رقم 48 لسنة 2024، جنايات أمن الدولة، لجلسة 1 يونيو لفض الأحراز.

أمريكا جعلته إرهابيا، التحالف الدولي ضد داعش يرد على زوجة البغدادي
أكدت زوجة زعيم داعش السابق أبو بكر البغدادي أن زعيم التنظيم الذي روّع العالم لسنوات كان يعاني من مشكلات نفسية وحالة عصبية بعد خروجه من السجن، من دون أن يخبرها بما كان يحدث معه. وكانت أسماء محمد الزوجة الأولى للبغدادي قد أطلت مجددا، من خلال الجزء الثاني من المقابلة التي انفردت بها قناتا "العربية" و"الحدث"

لعبة الأسد تنظيم داعش لعبة الأسد - المالكي... مع دولة «داعش»!- يتصرف بشار الأسد ونوري المالكي، ومن خلفهما المرشد الإيراني علي خامنئي وأتباعه في لبنان واليمن والبحرين وغيرها، كما لو أن سيطرة تنظيم «الدولة الاسلامية في العراق والشام» («داعش») على أجزاء من بلديهما تشكل خشبة
التعليقات علي لعبة الأسد