غزة وسيناء المؤامرة ما زالت مستمرة
13/07/2014 | 11:00 م 0 comments
ستحتاج فقط لبعض التركيز والتأمل لربط عدة أنباء في سياق تسلسلها الزمني لتكتشف أن الصراع غير المتكافئ بين إسرائيل وحركة 'حماس' الإخوانية التي تغتصب السلطة في قطاع غزة، يستهدف طرفاها تحقيق المكاسب من ...
ستحتاج فقط لبعض التركيز والتأمل لربط عدة أنباء في سياق تسلسلها الزمني لتكتشف أن الصراع غير المتكافئ بين إسرائيل وحركة "حماس" الإخوانية التي تغتصب السلطة في قطاع غزة، يستهدف طرفاها تحقيق المكاسب من هذه "المجزرة اللإنسانية"، لكنهما يتفقان على هدف واحد هو قياس قدرات الجهاز العصبي للنظام المصري الجديد بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، عبر تمرير آلية للهدنة تستكمل الخطيئة التي اقترفها المخلوع محمد مرسي، حين استغل "النفوذ الأيدلوجي"، ومبدأ "السمع والطاعة" ليُلزم جناحه الفلسطيني "حماس" بالتوقف عن إطلاق صواريخها البدائية، مقابل أن تتحمل مصر عبء "الكفيل الضامن"، وهو ما رفضه بوضوح الرئيس السيسي في رسالة حملها اللواء فريد التهامي، رئيس المخابرات العامة المصرية للجانب الإسرائيلي.نعود بالذاكرة لأربعة شهور مضت، لنشاهد مناورات عسكرية مشتركة بين تركيا وإسرائيل، ركزت أهدافها على عمليات (أرض / جو) ما يؤكد أن تلك المناورات كانت تمهيدًا للعملية العسكرية المشتعلة حاليًا في غزة، وهنا نرى أن اللعبة كانت مرتبة على "نحو ما" لتوريط القيادة المصرية الجديدة في آلية نرفضها، فتجربتنا مع "بارونات حماس" ليست طيبة، ودماء جنودنا لم تزل حاضرة في وجداننا، ومتداولة في أروقة قضائنا، ويد "سماسرة الحروب بالوكالة" من ذيول "حماس" على تنوع مسمياتها مثل "أنصار بيت المقدس" ، و"أجناد مصر"، و"أكناف بيت المقدس"، وما يسمى "الجيش المصري الحر" وغيرها.
جميع تلك المسميات لكيان واحد، لا فرق بينها سوى الاسم التجاري كالفرق بين أنواع المياه الغازية ليس أكثر، وهذه التنويعات تحمل الاسم الصحيح "ميليشيات الإخوان" وتنظيمهم الدولي وجناحهم الغزاوي، ولدى أجهزة مصر السيادية من الأدلة والقرائن ما قدمته فعلًا للقيادة السياسية ويُحاكم على أساسها المعزول مرسي وإخوانه بقضية التخابر المتداولة قضائيّا، فضلًا عما تواتر من تسريبات عن صفقة بين واشنطن والإخوان لتصبح سيناء وطنًا بديلا للفلسطينيين بمجرد صعود الإخوان لسدة الرئاسة في مصر مباشرة، كانت خطوة باتجاه خسارة مصر لسيناء، لكن القوات المسلحة والأجهزة السيادية أجهضت المخطط بشكل حاسم.
الأمر ببساطة أن القيادة المصرية الجديدة ممثلة بالرئيس السيسي ترفض بحسم فكرة "الكفيل الضامن"؛ لأننا لا نثق بحماس، وكل ما يمكننا تقديمه هو "الوساطة غير المشروطة" بأية التزامات مصرية، فما زالت مؤامرة محاولة تصدير غزة بأزماتها وبارونات الحرب الحمساويين لسيناء مستمرة كما تُشير لذلك كافة المعطيات، وكواليس هذه المواجهة، التي كان أهالي غزة البسطاء في غنى عنها، خاصة بعدما تراجع اهتمام الشارعين المصري والعربي بممارسات الابتزاز السياسي والعاطفي والمالي، فقد دفعت مصر كافة الفواتير وفي صدارتها "فاتورة الدم" الذي لن يُصبح مياهًا، فقد تعلمنا الدرس، وتصدينا لمؤامرات ومخططات إقليمية لم تزل مستمرة من كردستان العراق شرقًا، حتى تونس غربًا، وهو ما تدركه القيادة ومنظومة الأمن القومي المصرية جيدًا.
وتُراهن حماس هذه المرة على "مواجهة مُفتعلة" بتخطيط التنظيم الدولي للإخوان، ومباركة أميركية ودعم مالي قطري وسياسي تركي، لاتخاذ سيناء منطقة تتمدد فيها "ذيولها الجهادية" في خطوة يسود اتفاق داخل دوائر صنع القرار المصري على اعتبارها قفزة للأمام، وبالتالي لن تبتلع مصر "الطعم الحمساوي ـ الإسرائيلي" لتكون النهاية انتحارًا سياسيّا للحركة الإخوانية التي تشهد مأزقًا وجوديّا يمتد لتاريخها السياسي والتنظيمي، والذي بدأ عام 1987 لتؤكد الحركة بمعركتها الأخيرة بأنها ليست سوى الجناح العسكري والامتداد التنظيمي للإخوان، وأن فكرة اعتبارها "حركة مقاومة وطنية فلسطينية" أصبحت موضع شكوك لها مبرراتها.
يجري هذا بالتوازي مع سياسة حماس حيال تطورات المنطقة وتورطها في "كربلائية سقوط إخوان مصر"، لذا فقد ألحقت الضرر بالشعب الفلسطيني حين دفعت فاتورة سقوط الإخوان، لتثبت أنها حركة أيدلوجية أكثر من هويتها الوطنية في زمن تراجعت فيه الأيدلوجيات، ويبدو أن حال حماس شأن الإخوان في مصر، فقد تصرفت في غزة باعتبارها حركة ثورية أكثر من إدارة السلطة لتحشر نفسها في مأزق صعب، وربما ليس أمامها الكثير من الخيارات حاليًا مما دفعها لهذه المغامرة الانتحارية لغسيل سمعتها.
ولأن السيسي يتعامل مع الصراع الدموي في غزة استنادًا لحسابات الأمن القومي المصري، والحيلولة دون استدراجنا لأي دور بهذه المواجهات، لذلك فالعنوان الصحيح للقضية الفلسطينية لدى القيادة السياسية المصرية هو السلطة الفلسطينية، حيث تجري الاتصالات بانتظام مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس للتوصل لصيغة لوقف التدهور المستمر للأوضاع على الأرض، فيما لم تشر أية مصادر لاتصالات أجرتها القاهرة مع قادة حماس المنبوذين مصريّا للاعتبارات التي أشرنا إليها.
تبقى أخيرًا الإشارة لأنه لم تزل حاضرة في الشارع وأذهان ملايين المصريين ما يحدث من "عنف ممنهج" يمارسه الإخوان بما يُشكل تهديدًا صريحًا للأمن القومي المصري، فرايات القاعدة وتنظيمات التكفير ترفع علانية، وكل هذه الكيانات محظورة دوليّا، ويأتي ظهورها في سياق عمليات شحن إعلامية تمارسها فضائية (الجزيرة) القطرية والدعوات الخرقاء لمواجهة رجال القوات المسلحة ورجال الشرطة خاصة بسيناء، يكشف حجم الكارثة التي كانت تُهدد المنطقة عبر مشروع "إمارة سيناء" التي أجهضها الجيش المصري بالسيطرة على الأرض بنسبة تجاوزت 90% بنسف معسكرات تدريب التنظيمات الإرهابية وتدمير كافة الأنفاق.
زيارة الموضوع الاصليغزة وسيناء المؤامرة ما زالت مستمرة
موقع قولي غير مسئول عن المحتوي المعروض، فهو مقدم من موقع اخر (سياسة الخصوصية)
اقرأايضا
15/04/2025 | 7:45 ص
كم عدد السنوات اللازمة لإزالة ركام الحرب من غزة؟ أخبار الجزيرة نت
بين أنقاض ما كان يوما مدينة نابضة بالحياة، تبرز معضلة جديدة تضاف إلى معاناة سكان قطاع غزة، حيث بات القطاع أشبه بجبال من الركام تحكي قصة دمار غير مسبوق، وتفرض إزالته تحديا صعبا على الغزيين.
15/04/2025 | 7:45 ص
أمريكا تعتقل طالب فلسطيني شارك في احتجاجات ضد الحرب على غزة مصراوى
أمريكا تعتقل طالب فلسطيني شارك في احتجاجات ضد الحرب على غزة | مصراوى
15/04/2025 | 7:45 ص
قبل وبعد.. صورة صادمة لقرية سويت بالأرض في شمال غزة سكاي نيوز عربية
سوّت القوات الإسرائيلية قرية في شمال غزة بالأرض في الأيام التي أعقبت انهيار وقف إطلاق النار الهش الذي دخل حيز التنفيذ في وقت سابق من هذا العام.
05/01/2025 | 3:25 ص
بلينكن يتحدث عن أسرع طريقة لإنهاء الحرب في غزة سكاي نيوز عربية
قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، أن أسرع طريقة لإنهاء الحرب في غزة بشكل دائم هي من خلال اتفاق على وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن.
05/01/2025 | 3:25 ص
إيجابية وتقدم بمفاوضات غزة.. وتوقعات بإنجاز كافة الملفات
مع استئناف مفاوضات وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى في غزة بين إسرائيل وحركة حماس في قطر، خيّم تفاؤل حذر على الأوساط على ما يبدو.أجواء إيجابية وتقدمفقد أفادت
31/12/2024 | 7:35 ص
مستشفى كمال عدوان: المستشفيات في غزة أرض معركة ، ونازحون يتساءلون: أين نذهب؟ - BBC News عربي
طالب مدير منظمة الصحة العالمية بإنهاء "الهجمات على المستشفيات" في غزة، وقال تيدروس أدهانوم إن المستشفيات في غزة أصبحت مرة أخرى "أرض معركة" وإن النظام الصحي يقبع تحت "تهديد شديد".
31/12/2024 | 7:35 ص
الحرب على غزة مباشر.. الاحتلال يتكبد مزيدا من الخسائر والمقاومة تطلق صواريخ من القطاع أخبار الجزيرة نت
في اليوم الـ452 للعدوان على غزة، ذكرت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية أن حركة حماس نجحت أخيرا في استعادة معظم قدراتها بالسيطرة المدنية على مناطق بوسط قطاع غزة.
غزة وسيناء المؤامرة ما زالت مستمرة اخبار غزة ستحتاج فقط لبعض التركيز والتأمل لربط عدة أنباء في سياق تسلسلها الزمني لتكتشف أن الصراع غير المتكافئ بين إسرائيل وحركة 'حماس' الإخوانية التي تغتصب السلطة في قطاع غزة، يستهدف طرفاها تحقيق المكاسب من ...
التعليقات علي غزة وسيناء المؤامرة ما زالت مستمرة