«البسيوني» سوط التعذيب الذي توعد بأن «يسجن الله» في عهد عبد الناصر
25/07/2014 | 11:45 ص 0 comments

لقب بالجلاد وملك التعذيب الحربي.. عذب الكثير من المعتقلين المصريين.. شـخـصـيـة لا يعرفها الكثير مـن هـذا الجـيل.. سعى في الأرض فسادا دون خوف أو ردع…

لقب بالجلاد وملك التعذيب الحربي.. عذب الكثير من المعتقلين المصريين.. شـخـصـيـة لا يعرفها الكثير مـن هـذا الجـيل.. سعى في الأرض فسادا دون خوف أو ردع من أحد.. لم يخف الله بل طغى وتكبر وعاند واستكبر.. عمل بعيدا عن الأضواء ومنظمات حقوق الإنسان.. رجل عندما يسمع اسمه المعتقلون يرددون هلاكا هلاكا.. إنه حمزة البسيوني ضابط السجن الحربي في عهد الرئيس جمال عبد الناصر.

حمزة البسيوني
نـشـأتـه
نشأ حمزة وسط عائلة البسيوني الشهيرة بمصر، وتخرج في الكلية الحربية وانضم إلى تنظيم الضباط الأحرار ليشارك في ثورة 23 يوليو 1952 وهو برتبة رائد.
كُلف بإدارة السجن الحربي في عهد عبدالناصر قبل أن يطلق الرئيس محمد أنور السادات سراح المعتقلين، حيث كان ذلك السجن سيئ السمعة لما اشتهر به بالتعذيب الذي كان يمارس فيه ضد السياسيين المشكوك في ولائهم للنظام.
وكان اسم حمزة، حسب روايات بعض السجناء، عنيفا يتفنن في ممارسة التعذيب ضد المعتقلين وقتل بعضهم، أشهرهم المُنظر سيد قطب.

سيد قطب
اشتهر عنه قصة تقول أن المعتقلين والمعذَبين كانوا يقولون يا رب يا رب أثناء التعذيب، فكان يقول لهم: لو أتى ربكم هذا لوضعته معكم في السجن.. كما ذكر الكاتب الصحفي صلاح عيسى عن تجربته في السجن مع حمزة البسيوني.

صلاح عيسى
سـجـنـه
وبعد أيام من نكسة 67 صدرت قرارات تصفية رجال عبد الحكيم عامر في مصر وصدر قرار بإحالة البسيوني علي المعاش ثم القبض عليه والتحقيق معه فيما هو منسوب إليه من انحرافات، ووُضع مع بعض ضحاياه.

البسيوني بعد الاعتقال
وبقي “البسيوني” في السجن عامين، حيث ذكر الكاتب الصحفي صلاح عيسي والذي التقى حمزة البسيوني وهو مسجون في سجن القلعة قائلا:«”كان حمزة هو الشخصية الثانية البارزة التي رأيتها في سجن القلعة عندما عدت إليه للمرة الثانية في ربيع 1968 وكانت تهمتي هي المشاركة في مظاهرات طلاب الجامعة، كنت أتلصص ـ كالعادة ـ من ثقب زنزانتي رقم 3 بمعتقل القلعة وكان الزمن يوما من بداية صيف 1968 حيث شاهدت رجلا وقورا شعره أبيض كالثلج يتهادى في الممر في طريقه إلى مكاتب الإدارة وخلفه أحد المخبرين وكان الرجل يحاول أن يستشف ما وراء أبواب الزنازين المغلقة، وصاح المخبر فيه: بص قدامك يا سيد.. امتثل في رعب للأمر، وحث خطاه حين مر أمام زنزانتي فلم يتح لي وبعد ساعتين من الانتظار مر الرجل أمام باب زنزانتي, وكان واضحا أنه استدعى لكي يلتقي بزوار جاءوا لزيارته في السجن، إذ كان يحمل أكياسا من الفاكهة يقضم واحدة منها وخلفه المخبر يحمل حقائب وأكياسا متعددة.. في هذه المرة استطعت أن أتبين ملامحه لاكتشف أن له شاربا ناصع البياض مشذب بعناية وبمادة مقواة وكان ذلك كتيفا لكي يطمئن قلبي, لأن أبي لم يكن ـ منذ شبابه ـ يربي شاربه! .

أحد المعتقلين في عهد عبد الناصر
وتابع: فيما بعد رأيت الرجل العجوز كثيرا ذات ظهيرة انتهز فرصة مروره أمام زنزانتي, متقدما عن المخبر الذي كان مرتبكا لثقل ما يحمله من أمتعة, ليقول لي بصوت هامس: أنا اللواء حمزة البسيوني.. إنت مين؟ وقبل أن أفيق من دهشتي، دهمنا صوت المخبر, وهو يصيح فيه: وبعدين.. امشي من سكات, فإذا به لذهولي الشديد يستجيب للإنذار بخوف، وهو يحاول أن يترضي المخبر بكلمات نفاق! بطريقة الفوتو مونتاج في الأفلام السينمائية تتابعت على شاشة رأسي صور خاطفة لمشاهد مما سمعته من المعتقلين عما فعله بهم حمزة البسيوني, سياط تمزق جلودا وصفعات تصافح أصداغا وقبضات تعوج أفكاكا, وأجسادا تسحل بحبال خشنة على أرض صخرية, أو تسحب رجال من “خصيِّهم”، يا ألطاف الله الخفية، أهذا الرجل ذو الوجه الطفولي البريء الذي أحببته واعتبره صورة من أبي هو اللواء (حمزة كينج كونج) الذي يزدحم ملفه بكل تلك المشاهد التي لا يتحمل أي إنسان مجرد رؤيتها، فكيف تحملها الذي أوقعت به، وكيف استطاع الذي فعلها أن يفعلها، ثم أين ذهبت هذه القسوة؟ والرجل الذي كان إلى شهور قليلة مديرا للسجون الحربية، ما كاد يتحول إلى سجين، حتى أصبح كالفأر المذعور، لا يستطيع أن يعامل مخبرا صغيرا, كان على قمة الهرم الذي يجلس إليه مئات من أمثاله في سطحه إلا بذلك القدر الكبير من التذلل والضعف.”
وبعد خروجه من السجن ظل حمزة البسيوني غائبا عن الأضواء.
وفـاتـه
نهاية حديدية مؤلمة طالت البسيوني الذي كان يقول للمعتقلين “ربنا لو نزل هحطه في سجن إنفرادي وهكلبشه بالحديد”، حيث كان يعذب العلماء والدعاة في السجون وعندما كان يسمع أحدهم يقول يا رب كان يقول له “هات ربك وأنا أحطه في الحديد.. لذا كانت نهايته الحديد”.
وفي يوم 19 نوفمبر عام 1971 وكان موافقا لأول أيام عيد الفطر المبارك حيث كان حمزة مسافرا من الإسكندرية إلى القاهرة ومعه شقيقه راكبا إلى جواره واصطدمت سيارته بإحدى السيارات المحملة بحديد مبان ومات حمزة وشقيقه وتعرضت جثته لتشويه غريب نتيجة دخول عدد من الأسياخ الحديد فيها.
وينقل لنا الكاتب ثروت الخرباوي عن المستشار خيري يوسف أحد المحققين في الحادثة وقتها والذي أصبح فيما بعد رئيسا محكمة الاستئناف السابق، حيث ذكر قائلا: كانت حادثة مروعة.. وكنت وقتها رئيسا لنيابة إحدى النيابات في محكمة كلية.. وخرجنا أنا وزميل لي في مهمة قضائية لمعاينة الحادث ومناظرة الجثة.

الكاتب ثروت الخرباوي
وتابع قائلا: دلت المعاينة وشهادة الشهود على أن سائق السيارة القتيل كان يقود سيارته بسرعة غريبة.. وكانت أمامه سيارة نقل مُحملة بأسياخ الحديد التي تتدلى من مؤخرة السيارة، ودون أن يتنبه السائق استمر في سرعته حتى اصطدم بالسيارة النقل، وحينها اخترقت أسياخ الحديد (ناصية) القتيل ومزقت رقبته، وقسمت جانبه الأيمن حتى انفصل كتفه عن باقي جسده، وقتها (لم أستطع مناظرة الجثة فقد وقعت في إغماء من هول المنظر وقام زميلي باستكمال مناظرة الجثة).
إنه حمزة البسيوني مدير السجن الحربي الذي كانت فرائص مصر كلها ترتعد من مجرد ذكر اسمه.. حيث كان يقول عن نفسه، أنا إله السجن الحربي ..أنا القانون والدولة والقاضي والجلاد.. والذي كان يقول للمعتقلين “أنا الذي لا أستلم المساجين بإيصال.. ولا يعلم أحد عددهم عندي.. وأستطيع أن أقتل منكم كل يوم مائة كلب ولا يحاسبني أحد، الذي كان عندما يسمع أحد البائسين المنكوبين يصرخ من وطأة التعذيب: “إنت فين يا رب” ؟.. فيقول له :”ربنا في الزنزانة اللي جنبك”.
اقرأ فى هذا الملف “ وثائق يوليو .. سجل حافل من البطولات والمؤامرات”
قائد ثورة يوليو لا يعرف عنها شيئا .. والسادات يكشف : لهذه الأسباب ألغينا الحريات والدستور
شقيق الزعيم جمال عبد الناصر يفتح لـ«محيط» خزائن أسرار ثورة يوليو
وثائق القيادات عن أخطر أيام ثورة يوليو
روابط: ثورة 23 يوليوعبد الناصرسيد قطبحمزة البسيوني للحصول على الأخبار أولاً بأول حمل شريط أدوات محيط.. اضغط هنا
زيارة الموضوع الاصلي«البسيوني» سوط التعذيب الذي توعد بأن «يسجن الله» في عهد عبد الناصر
موقع قولي غير مسئول عن المحتوي المعروض، فهو مقدم من موقع اخر (سياسة الخصوصية)
نقش 9دی در تثبیت موقعیت ام القرایی جمهوری اسلامی ایران
نهم دی ثابت کرد که ایران اسلامی بهترین الگو برای کشور های محور مقاومت است و لیاقت رهبری جهان اسلام را بیش از گذشته دارد.

الراهب القرية التي ثارت ضد ظلم علي بك الكبير أبرز رموزها الليثي ناصف قائد ومؤسس الحرس الجمهوري
قرية ' الراهب ' احدى قرى مركز شبين الكوم – محافظة المنوفية والتى تبعد عنها بضع كيلو مترات ؛ فهى قرية ذات رائحة تفوح منها رائحة البرتقال باعتبارها اكبر القرى على مستوى الجمهورية زراعة للبرتقال . ولعل ...

صبٌوالله قطب التمنية المَهمُول والإنسان المُغَيب عن الحضارة - أقــــلام حرة
تقع أطلال قرية صبوالله الكبيرة على بعد ثلاث ثلاثين كلم من مدينة بوكي وواحد وعشرون كلم من مقاطعة بابابي، وهذه الأخيرة هي التي تتبع لها المقاطعة إداريا في حين تتبع (...)

اللواء بهجت سليمان للأردنيين طابخ السم آكله - أخبار الشرق الأوسط
سوريا (آسيا): في لقاء مع الاخبارية السورية قال السفير السوري السابق في الاردن الدكتور بهجت سليمان...

ناصر وعامر الرجل الأول وظله «الحلقة الأولى» - سياسة
لا يمكن فهم طبيعة العلاقة بين الرئيس الراحل جمال عبد الناصر وصديقه، وزير الدفاع الأسبق، عبد الحكيم عامر...

جريدة البشاير مقتل عامل على يد 5 أشخاص ببلقاس دقهلية
وصل بلاغ من مستشفى بلقاس المركز التابعة لمحافظة الدقهلية إلى قسم شرطة بلقاس، يفيد بوصول المدعو محمد السيد أبو زيد عبدالحليم – 19 سنة – عامل ومقيم ببندرر بلقاس جثة هامدة نتيجة إصابته بجروح قطعية متفرقة وإشتباه قطع بأوردة وشرايين الركبة اليمنى. وبالإنتقال وسؤال والد المتوفى السيد أبوزيد عبدالحليم – 50 سنة – عامل ومقيم بذات العنوان إتهم كل من المدعو حمادة السيد مصطفى – 25 سنة – تباع ، والمدعو السعيد الشربينى عبدالحليم – 26 سنة – سائق ويقيمان ببندر بلقاس، والمدعو عبدالباسط جمال السيد طه – 16 سنة – سائق توك توك ، والمدعو عيد السيد طه – 52 سنة – عامل ، والمدعوة مسعدة قطب الرجال – 38 سنة – ربة منزل ويقيمون بناحية المعصرة التابعة لدائرة المركز. وقد أشار بالتعدى على نجله المتوفى بالضرب بالأيدى وآلة حادة سكين بحوزة الثانى وإحداث إصابته التى أودت بحياته، لقيامه بسرقة توك توك ملك المتهم الثانى. وتمكن ضباط وحدة مباحث المركز من ضبط المتهمين وبمواجهتهم إعترفوا بإرتكاب الواقعه لذات السبب وبإرشاد المتهم الثانى تم ضبط الآداة المستخدمة فى الواقعة. وقد تم التحفظ على المضبوطات على ذمة تصرفات النيابة العامة، و تحرر عن ذلك المحضر رقم 20236 جنح مركز شرطة بلقاس لسنة 2014م، وأُخطرت النيابة العامة بالواقعة، وكلفت إدارة البحث الجنائى بإستكمال الف

«البسيوني» سوط التعذيب الذي توعد بأن «يسجن الله» في عهد عبد الناصر جمال قطب لقب بالجلاد وملك التعذيب الحربي.. عذب الكثير من المعتقلين المصريين.. شـخـصـيـة لا يعرفها الكثير مـن هـذا الجـيل.. سعى في الأرض فسادا دون خوف أو ردع…
التعليقات علي «البسيوني» سوط التعذيب الذي توعد بأن «يسجن الله» في عهد عبد الناصر