غزة مفاوضات صعبة على وقع هدوء ميداني - النهار

12 آب 2014 الساعة 16:48

تدخل التهدئة في قطاع غزة يومها الثاني بينما تستمر المفاوضات غير المباشرة في القاهرة بين الفلسطينيين والاسرائيليين للتوصل الى تهدئة طويلة الامد في الحرب التي اودت بحياة نحو الفي فلسطيني، في وقت لم يتم اطلاق اي صاروخ من القطاع نحو الاراضي الاسرائيلية فيما لم يشن الطيران الاسرائيلي اي غارة على القطاع.ميدانيا، واصل النازحون لليوم الثاني على التوالي العودة الى منازلهم التي اضطروا إلى تركها بسبب القصف الاسرائيلي الكثيف اما للاستقرار فيها او جمع بعض الحاجيات مما تبقى لهم.وبالقرب من معبر ايريز الحدودي مع اسرائيل، في منطقة ابراج الندى، جاء سكان لتفقد شققهم السكنية التي تحولت الى ركام بفعل القصف الاسرائيلي المكثف.وفي هذا الاطار، يؤكد محمد قمر أنه "لا يوجد اي مكان نجلس فيه. نأتي كل يوم للجلوس هنا. انا اسكن حاليا في بيت ابن عمي"، مشيرا الى انه فضل ذلك على البقاء في المدارس التابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين (الاونروا) والتي اكتظت بمئات الاف النازحين.من جهته، افاد مسؤول اسرائيلي كبير أن المفاوضات غير المباشرة بين "حماس" والدولة العبرية في القاهرة لم تحرز "اي تقدم" حتى الآن، لافتا إلى أن "الخلافات لا تزال عميقة جدا. ولم يحصل تقدم في المفاوضات".وبحسب وسائل الاعلام الاسرائيلية فان رئيس الحكومة بنيامين نتانياهو عدل عن دعوة الحكومة الامنية الى جلسة بعد ظهر اليوم في تل ابيب لاستعراض نتائج مفاوضات القاهرة، ما اثار غضب عدد من الوزراء الذين أشاروا إلى انه لا يتشاور معهم بخصوص تطورات الوضع.على المقلب الآخر، شددت حركتا "حماس" و"الجهاد الاسلامي" على ضرورة ان يحقق الوفد الفلسطيني ما يأمل فيه الشعب الفلسطيني من مفاوضات الهدنة في القاهرة ، واصفتين المفاوضات غير المباشرة مع اسرائيل "صعبة".وفي هذا السياق، نبّه نائب رئيس المكتب السياسي لحماس موسى ابو مرزوق إلى "أننا امام مفاوضات صعبة ومعمقة في كل القضايا"، مشددا على أن المطلوب ان يحقق الوفد الفلسطيني الموحد ما يامل فيه شعبنا الفلسطيني" ، ومذكّرا "ان التهدئة الاولى قد مرت دون انجاز يذكر وهذه هي التهدئة الثانية والاخيرة والجدية الآن واضحة".إلى ذلك، طمأن المتحدث باسم حركة "الجهاد الاسلامي" يوسف الحساينة إلى "أننا قطعنا اكثر من نصف الطريق في المفاوضات وهناك توقعات ايجابية حتى الآن في انجاز اتفاق مشرف يليق بحجم تضحيات شعبنا واولها وقف العدوان ورفع كلي للحصار".واعتبر الحسانية ان الوفد الفلسطيني "يخوض معركة ونقاشا جديا ومعمقا"، متوقعا أن " تكون الامور اكثر وضوحا في ما يتعلق بكل الامور المطروحة والتوصل لاتفاق مشرف في الساعات ال 24 المقبلة، " منوها ان موضوعي انشاء ميناء واعادة بناء مطار غزة الدولي "امر متروك لتقديرات الوفد في القاهرة".واكد ان "موضوع معبر رفح ليس ضمن النقاش، في تفاهم بين الوفد الفلسطيني مع الاشقاء في مصر" مشيرا الى "تسهيلات كبيرة على المعبر."وفي سياق متصل، نقلت الصحافة الاسرائيلية عن مسؤول كبير ان الدولة العبرية وافقت في القاهرة على تخفيف الحصار بشكل كبير ومنح نحو 5000 تصريح شهري للغزيين للتوجه الى الضفة الغربية او اسرائيل، وزيادة كبيرة في حركة البضائع عبر معبر كرم ابو سالم إضافة الى قبول دخول اموال بظروف صارمة لدفع رواتب الاف الموظفين وتوسيع نطاق الصيد المسموح به.وستطلق إسرائيل سراح عشرات الاسرى الفلسطينيين مقابل جثتي جنديين اسرائيليين قتلا خلال الحرب. ولكنها لا ترغب في الحديث عن بناء ميناء او مطار.ولم يتم الحصول على اي تأكيد اسرائيلي رسمي على ذلك.