التردد الدولي يدفع ليبيا لطريق «الـكانتونات القبلية»
13/08/2014 | 7:55 م 0 comments

سياسيون ونشطاء يرون أن تمدد نفوذ جماعات الإسلام السياسي قد يتسبب في تقسيم ليبيا إلى كانتونات قبلية في ظل التردد الدولي في التدخل وإنقاذ ما يمكن إنقاذه.


حذّر سياسيّون ونشطاء من تقسيم ليبيا إلى «كانتونات قبلية» بينها إمارة إسلامية إذا ما استمر التردد الدولي والإقليمي والعربي في التدخل لوقف القتال في المدن الليبية بين الإخوة.
وقالت صحيفة «الحياة» اللندنية في عددها الصادر اليوم الأربعاء إنه بعد سقوط القذافي «اتضح سريعًا أن المجلس الوطني والمكتب التنفيذي لا يمتلكان القدرة على تنفيذ أي من الاستراتيجيات التي كثيرًا ما أعلنا تبنيها على هذا الصعيد، وأن الكتائب المسلحة التي انتشرت بالمئات في طول البلاد وعرضها باتت لها مصالح خاصة ليس من السهل أن تتخلى عنها».
وتابعت: «يتهم تقرير لمجموعة الأزمات الدولية أطرافًا خارجية بلعب دور كبير في رفض تسليم الميليشيات سلاحها، بل وبتقديم دعم مباشر إلى بعضها... وكحل لهذه المعضلة، تم اللجوء إلى محاولة ربط الكتائب بمؤسسات الدولة من دون حلّها عبر تشكيل أطر جديدة، فتم تشكيل قوات درع ليبيا التي تعمل مع الجيش، واللجنة الأمنية العليا مع الشرطة، ومُنحتا تفويضًا كبيرًا من المجلس الانتقالي، قبل أن تتضح كارثية هذا القرار لاحقًا».
الخطر الأكبرترى الصحيفة أنه ربما كان أكبر الأخطار الأمنية التي أطلت برأسها مبكرًا في الشرق هو ازدياد نشاط التنظيمات المتشددة فور انتهاء «الثورة»، إذ أُعلن رسميًا في فبراير ٢٠١٢ عن ولادة تنظيم «أنصار الشريعة»، وذلك بعد الانفصال عن «سرايا راف الله السحاتي... في درنة، استطاع متشددون أن يسيطروا على المدينة سريعًا، وأن يفرضوا قوانينهم عليها عبر تنظيم «أنصار الشريعة» بقيادة سفيان بن قمو السائق السابق لأسامة بن لادن... وتشير تقارير إلى نشاط التنظيم أيضًا في كل من إجدابيا وسرت... وبالتوازي مع معركة فرض «قانون العزل»، عمل تنظيم الإخوان على توطيد علاقته بـ «دروع ليبيا» التي ينحدر غالبية مقاتليها من مدينة مصراتة.
الإخوان بعد مرسيوازدادت ردود فعل الإخوان في ليبيا حدة تجاه معارضيهم بعد إطاحة حكم الرئيس محمد مرسي، بحسب «الحياة» التي نقلت عن السياسي الليبي محمود شمام أن انهيار حكم الإخوان في مصر دفع نظراءهم في ليبيا إلى «التخلي عن الخطاب المعتدل والتحالف مع المتشددين»، ويسجل ملاحظة هامة في هذا السياق، إذ يشير إلى «ارتباك رؤية واشنطن للوضع في ليبيا»، لأنها كانت «تراهن على الإسلام المعتدل ممثلاً بالإخوان»، ويقول إن «الأميركيين لا يملكون رؤية واضحة للوضع، وأنهم يعتمدون على البريطانيين في التعاطي مع هذا الملف الشائك».
وعلى رغم التوتر الكبير والنقمة المتزايدة على تيارات الإسلام السياسي التي خلفتها هذه الأحداث، إلا أن رئيس المؤتمر الوطني المحسوب على الإسلاميين نوري أبوسهمين اتخذ قرارًا بتشكيل «غرفة ثوار ليبيا» وأوكل إليها حماية مداخل العاصمة ومخارجها، ليتضح لاحقًا أن الغرفة تتشكل بالأساس من قوات الدروع وبعض الكتائب الإسلامية الصغيرة، واتهمت الغرفة بالمسؤولية عن اختطاف رئيس الحكومة علي زيدان لساعات في 10/10/2013.
ودفعت كل هذه التطورات إلى تشكل تيار معادٍ للإسلاميين في طرابلس على المستوى العسكري، إذ بدأت كتائب الزنتان تنتظم في مواجهة تزايدِ نفوذ كتائب الدروع التي تشكلت في غالبيتها من مقاتلي مصراتة، علمًا أن الطرفين يقتسمان النفوذ الأكبر في العاصمة. وبدأت كتيبتا الصواعق والقعقاع تظهران كقوتين رئيستين في المشهد، خصوصًا في جنوب طرابلس؛ حيث تسيطران على الكثير من المقار الأمنية والمنشآت الحيوية، من بينها المطار الدولي.
عملية الكرامةوفي هذه الأجواء أعلن اللواء حفتر في 16 مايو بدء ما أطلق عليه اسم «عملية الكرامة» العسكرية ضد الجماعات المتشددة في بنغازي، وفي اليوم التالي أعلن أن المؤتمر الوطني العام الليبي «غير شرعي ولم يعد يمثل الشعب الليبي»، متسلحًا بانضمام الكثير من ضباط الجيش الليبي في المنطقة الشرقية لتحركه، وفي مقدمهم قائد قوات الصاعقة في بنغازي ونيس بوخمادة، وكذلك كتائب الزنتان في طرابلس.
وسريعًا جاء الرد من نوري أبوسهمين رئيس المؤتمر الوطني الذي وصف العملية بالمحاولة الانقلابية، وحذا حذوه الإخوان المسلمين وبعض الميليشيات الإسلامية كغرفة عمليات ليبيا. وطالب بوسهمين عددًا من الميليشيات بالدفاع عن موقف المؤتمر، فانتشرت قوات الدروع في طرابلس، وانضم جناحها في الشرق إلى الميليشيات المتشددة للتصدي لحفتر.
ولم يستطع حفتر تحقيق إنجازات عسكرية كبرى على رغم التأييد العسكري والشعبي الذي حظي به. وتقول بعض المصادر المقربة منه إنه «توقع تلقي دعم إقليمي في مواجهته الإسلاميين المتشددين في الشرق والإخوان في الغرب»، إلا أن ذلك لم يحصل؛ مما تسبب بتراجع تحركه، ومغادرته ليبيا إلى مصر منتصف يوليو سعيًا إلى حشد التأييد والدعم، وفقًا للصحيفة.
انتخابات البرلمانقبل ذلك، وفي 25 يونيو كانت الانتخابات النيابية قد أُجريت في ظل أوضاع أمنية صعبة للغاية، وأظهرت النتائج الأولية الخسارة الفادحة للإخوان والتيارات الإسلامية.
وبالفعل اندلعت معارك في طرابلس؛ حيث هاجمت قوات محسوبة على التيارات الإسلامية وفي مقدمها الدروع كتائب الزنتان التي تسيطر على جنوب العاصمة بما فيها المطار الدولي، بحجة «استكمال ثورة 17 فبراير»، وأدى القصف إلى دمار كبير في البنية التحتية للمطار وتدمير نحو 20 طائرة وإحراقها.
وتنقل الصحيفة عن الناشطة السياسية أحلام بن طابون قولها إن «نفوذ تيار الإسلام السياسي بدأ مع تشكيل المؤتمر الوطني، وتكوين أذرع عسكرية تعمل لحساب بعض الكتل، وشراء الذمم لمساعدتهم في تمرير قراراتهم»، وأن سكان طرابلس عمومًا «يرفضون هذه الأحزاب الدينية أو قادتها، وأن المواجهات التي وقعت في العاصمة زادت من كره المواطنين لهذه الجماعات».
ويرى محمود شمام، وفق ما أوردته الصحيفة، أن «الكرة الآن في ملعب التشكيلات المسلحة وكل الاحتمالات واردة بما فيها الانقلاب العسكري»، وأنه على رغم الدعم الكبير الذي حظيت به العملية الديمقراطية وجلسة البرلمان التي عقدت في مدينة طبرق بغياب ممثلي الكتل الإسلامية، إلا أن هذا التيار و«إن خسر الانتخابات موجود على الأرض ويستطيع أن يُحدث الكثير من العنف»، ويرى أن ثمة حاجة ماسة إلى تدخل دولي «محدود» لمساعدة ليبيا ونزع سلاح الميليشيات، ويعتقد أن الدول المرجحة للقيام بذلك هي «الدول الأوروبية المطلة على المتوسط والقريبة منه، وليس حلف الناتو».
وتمضي الصحيفة بقولها: «وعلى رغم ما صدر من إشارات عن مصر توحي بتزايد القلق مما يجري على حدودها الغربية، إلا أن شمام يرى أن لا مؤشرات على احتمال تدخل قريب، وأن جل ما ستقوم به هو (تدعيم قواتها على الحدود الليبية)»، متسائلاً: «إن كانت ستقدم الدعم إلى القوى التي تواجه المتشددين؟!» في إشارة إلى عملية الكرامة التي يقودها خليفة حفتر.
عناوين ذات صلة «الحياة»: الإسلاميّون خططوا لتحويل ليبيا إلى «إمارة» (2014.08.12) واشنطن للدراسات الاستراتيجية: حوار حفتر والبرلمان هو الحل (2014.08.10) اختيار المحرر


تم إضافة تعليقك بنجاح وسيتم مراجعتة بواسطة إدارة الموقع لن يتم نشر بريدك الإلكتروني وسنحافظ على خصوصية المعلومات اخبار من نفس الفئة
























زيارة الموضوع الاصليالتردد الدولي يدفع ليبيا لطريق «الـكانتونات القبلية»
موقع قولي غير مسئول عن المحتوي المعروض، فهو مقدم من موقع اخر (سياسة الخصوصية)
روسيا تنقل عتادا عسكريا من سوريا إلى ليبيا بعد سقوط الأسد .. تحقيق لبي بي سي يكشف - BBC News عربي
روسيا تنقل عتادا عسكريا من سوريا إلى ليبيا بعد سقوط الأسد .. تحقيق لبي بي سي يكشف

الرئيس السيسي يستقبل المشير حفتر ويؤكد أهمية بلورة خارطة سياسية تؤدي إلى الانتخابات في ليبيا
أشاد المشير خليفة حفتر، القائد العام للجيش الوطني الليبي، بالدور المصري الحيوي في نقل التجربة التنموية المصرية إلى ليبيا، والاستفادة

حفتر يشيد بالدور المصري الحيوي في نقل التجربة التنموية المصرية إلى ليبيا - بوابة الأهرام
أشاد المشير خليفة حفتر، القائد العام للجيش الوطني الليبي، بالدور المصري الحيوي في نقل التجربة التنموية المصرية إلى ليبيا، والاستفادة من خبرات وإمكانات الشركات المصرية العريقة في هذا المجال

السيسي يستقبل خليفة حفتر.. ويؤكد ضرورة إخراج المرتزقة والقوات الأجنبية من ليبيا - CNN Arabic
استقبل الرئيس المصري، عبدالفتاح السيسي، السبت، المشير خليفة حفتر، القائد العام لقوات شرق ليبيا "الجيش الوطني الليبي"، بحضور حسن رشاد رئيس المخابرات العامة المصرية، مشددا على "ضرورة إخراج كافة القوات الأجنبية والمرتزقة من ليبيا".

السيسي يؤكد لحفتر أهمية التنسيق لبلورة خارطة سياسية متكاملة في ليبيا الشرق للأخبار
أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، السبت، خلال استقباله في القاهرة قائد الجيش الليبي خليفة حفتر بحضور رئيس المخابرات العامة المصرية حسن رشاد، أن الشرق للأخبار

ليبيا تترقب اجتماع مجلس الأمن وتنتظر مبعوثا جديدا
جلسة مجلس الأمن المرتقبة قد تشهد تعيين مبعوث أممي جديد إلى ليبيا وسط الجمود السياسي والتحذيرات من تصاعد التوترات العسكرية.
من تونس إلى ليبيا: دروس ممنوعة وغاز مفقود.. والغرياني يستنفر المصريين
على خريطة الإنتاج والاستهلاك، التي لا يقسم العالم الجديد إلا بها تتذيل البلدان المغاربية الترتيب في إثارة الاهتمام، رغم كل الحياة التي تدب، وكل المستجدات التي تهب، وقدرتها على بناء أولويات المواطنين ولا شاهد أفضل من السوشيال ميديا وترينداتها. الحلم المغاربي في رحلته نحو استكمال آدميته، يحلم المغاربي عامة بممارسة حقه في السفر كحق أساسي […]

التردد الدولي يدفع ليبيا لطريق «الـكانتونات القبلية» اخبار ليبيا سياسيون ونشطاء يرون أن تمدد نفوذ جماعات الإسلام السياسي قد يتسبب في تقسيم ليبيا إلى كانتونات قبلية في ظل التردد الدولي في التدخل وإنقاذ ما يمكن إنقاذه.
التعليقات علي التردد الدولي يدفع ليبيا لطريق «الـكانتونات القبلية»