الموضوعات تأتيك من 15528 مصدر

اخبار عاجلة

Tweet

النفاق الأميركي من العراق إلى ولاية ميسوري

22/08/2014 | 11:25 م 0 comments

النفاق الأميركي من العراق إلى ولاية ميسوري- أثارت عودة الرئيس باراك أوباما لفترة وجيزة إلى واشنطن من إجازة شهر آب (أغسطس)، بغية معالجة أزمة شمال العراق وأزمة قيام الشرطة بإطلاق النار في بلدة فيرغسون الصغيرة في ولاية ميزوري، عدداً من الأسئلة المهمّة والمثيرة للاهتمام، سيّما بشأن سلسلة الروابط...

للكاتب Email تعليق (0) روجر أوين اسم المرسلعنوان بريدك الإلكترونيعنوان البريد الإلكتروني للمرسل إليهالرجاء ادخال​عنوانالبريد الالكتروني Print A+ a- النفاق الأميركي من العراق إلى ولاية ميسوري النسخة: الورقية - دولي

أثارت عودة الرئيس باراك أوباما لفترة وجيزة إلى واشنطن من إجازة شهر آب (أغسطس)، بغية معالجة أزمة شمال العراق وأزمة قيام الشرطة بإطلاق النار في بلدة فيرغسون الصغيرة في ولاية ميزوري، عدداً من الأسئلة المهمّة والمثيرة للاهتمام، سيّما بشأن سلسلة الروابط الواضحة والغريبة بينهما، ففيما سعت الولايات المتحدة إلى دعم الحكومة المنتخبة ديموقراطياً في مكان، قامت بالاستعانة بقوة كبيرة مؤلفة من رجال شرطة مدجّجين بالأسلحة للسيطرة على الاحتجاجات الشعبية الغاضبة في مكان آخر.

بداية، برزت حالة واضحة من الهلع في الولايات المتحدّة عند رؤية القوات التابعة لتنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» تقود شاحنات نقل بيضاء اللون من طراز «تويوتا» باتجاه بغداد. وتفاقم هذا الشعور جرّاء الإخفاق غير المتوقّع لقوات «البشمركة» الكردية في ثني مقاتلي «داعش» عن الاستيلاء على سدّ الموصل ونتيجة عجز الإدارة الأميركية عن تبرير التدخّل العسكري من جديد في بلد انسحبت منه أميركا بشكل رسمي قبل بضع سنوات بعد أن أنهكتها الحرب التي شنّتها بناء على مجموعة من الذرائع اليائسة وغير المقنعة التي لاقت استهجان الخبراء القانونيين أو المراقبين العقلاء الذين سعوا إلى فهم ما الذي كان يحصل بالفعل والذين لم يكن بحوزتهم سوى مجموعة من التقارير الافتراضية من بعض المراسلين الموجودين في منطقة أربيل الآمنة.

تكمن المشكلة الرئيسية بالطبع في كيفية شنّ حرب داخل بلد أجنبي من دون تسميتها حرباً. خلال الأزمة السورية حول الأسلحة الكيميائية في شهر أيلول (سبتمبر) 2013، يبدو أنّه تمّ إقناع أوباما بعدم إطلاق صواريخه بحجة أنّ هذا التحرك سيعتبر شبيهاً بعملية شنّ حرب. لكنّه اتّبع في العراق ما تمكن تسميته بالمسار الإسرائيلي، بحيث يتمّ إطلاق «عملية» عسكرية بناءً على مزاعم بوجود مخاطر داهمة. وفي هذه الحالة، ثمة خطر على المجتمعات المحلية، مثل المسيحيين والأيزيديين العراقيين وعلى مجموعة أخرى من الأشخاص المحليين، مثل الموظفين الأميركيين في السفارة في بغداد وفي محيطها.

واليوم، تمّ استخلاص عِبَر مهمّة من اتباع المثال الإسرائيلي. على سبيل المثال، هناك تبعات مهمّة للإعلان رسمياً عن شن حرب من وجهة نظر القانون الدولي، لا سيّما لجهة اعتبار البلد الذي يشنها معتدياً وأعضاء حكومته مجموعة من مجرمي الحرب. كما ستتمّ معاملة الأعداء الذين يتمّ القبض عليهم، أو أقلّه الأشخاص الذين يرتدون زياً معروفاً، كسجناء حرب، فضلاً عن إمكان المطالبة بتعويض في المستقبل من الدولة التي شنّت هجوماً.

لا شكّ في أنّ الإخفاق في إعلان الحرب له عدّة تأثيرات سلبية، فهو يضع البلد المعنيّ على خلاف في الأمم المتحدّة مع مجلس الأمن، الذي لا يعتبر أنّ المزاعم حول حماية الأقليات المعرّضة للخطر تعطي حقاً فورياً باستخدام القوة من أجل تفادي حصول كارثة إنسانية في دولة أخرى من دون إذنها المسبق. كما يواجه رئيس الدولة المعنية خطر تصنيفه على مستوى متدن مثل ما حصل مع الرئيس الروسي بوتين بسبب التدخّل الأحادي الجانب، عبر اللجوء إلى عرض القوة العسكرية بأنانية مطلقة، أو أقلّه بسبب الاتهامات التي لا مفرّ منها بالنفاق وبازدواجية المعايير على صعيد استخدام قاعدة القانون الدولي وإساءة استخدامها.

يبدو أنّ النفاق وازدواجية المعايير لعبا دوراً في انزعاج الرئيس أوباما الواضح عند رؤية رجال الشرطة المسلحين يسيّرون دوريات في شوارع إحدى البلدات الأميركية ومعهم رخصة خطيرة تقضي بإطلاق النار للقتل. ومن هنا سبب عودته السريعة إلى واشنطن قاطعاً إجازته وقراره تسليم مهام حفظ النظام في فيرغسون بولاية ميسوري إلى مكتب التحقيقات الفدرالي. لكنّه ألحق ضرراً بسمعته كمدافع عن الحريات المدنية، لا سيّما حين بات معروفاً على نطاق واسع أنّ الشرطة تستخدم ما تعلّمته من الإسرائيليين وتستعمل الآليات المصفحة التي كان من المفترض أن يتمّ استخدامها في العراق.

في هذا الوقت، كان يجدر بأوباما معالجة مشكلة الدفاع عن نفسه ضد الاتهامات الموجهة إليه بالسماح بما سمي بـ «توسّع مهمّة البعثة» في العراق حيث يعتبر الخبراء العسكريون الأميركيون أنّ تحقيق السلام في هذا البلد لا يتمّ إلا في حال تمّ نشر بضعة آلاف من الموظفين العسكريين الأميركيين ميدانياً، من مراقبين وعناصر استخبارات وخبراء في العمليات الخاصة إلى جانب أولئك الذين يساهمون أصلاً في تدريب الجهاز العسكري العراقي الكبير وغير الفاعل. لا تحظى أميركا بسجّل إنجازات جيّد في هذا الميدان. لكن، ما من قوة عظمى سجلت إنجازات جيدة في حقبة ما بعد الاستعمار حين كانت المشاعر الوطنية قوية وحين كان الدفاع عن الدول ذات السيادة أساسياً للخير السياسي. لا عجب من الحذر الكبير الذي يظهره البريطانيون في مواجهة كافة المشاكل المشابهة التي برزت جرّاء الغضب الشعبي من الجرحى الذين سقطوا في ساحة المعركة خلال حربي العراق وأفغانستان.

ومن هنا يمكن تفسير مشاعر الهلع التي برزت في أميركا جرّاء هجوم تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» ومشاعر الانزعاج وربما مشاعر الارتياح التي شعر بها السياسيون القادرون على الانتقال بسرعة إلى الحديث عن موضوع أقلّ حرجاً، مثل عربات «الهامفي» التي كانت تجوب شوارع فيرغسون. من الممكن معالجة هذه المشكلة على الصعيد السياسي المحلي، وفي هذه الحالة ذهبت المشكلة بعيداً، كونها كشفت عن حصول عملية غير مألوفة قضت بتزويد قوات الشرطة المحلية بمعدات عسكرية للسيطرة على أعمال الشغب وقد أبدت هذه القوات فرحاً كبيراً باستخدامها.

 

 

* أكاديمي بريطاني - جامعة هارفارد

للكاتب Tags not available Please, write your comment Please, enter your name اترك تعليقاً.. الأحرف المتبقية: 1000 شروط التعليق 1. يلتزم زوار alhayat.com بلياقات التفاعل مع المواد المنشورة ومواضيعها المطروحة، وبعدم تناول الشخصيات والمقامات الدينية والدنيوية والكتّاب، بكلام جارح ونابِ ومشين. ويلتزمون أيضاً بعدم المساس بالشعوب والأعراق والإثنيات والأوطان بالسوء. 2. يحق للـ alhayat.com ان ينقّح تعليق الزائر بما يتناسب مع لياقات التفاعل وإطلاق الحوار البنّاء، مع الحفاظ على مضمون التعليق، أو أن يحجبه إذا لم يكن مناسباً. 3. يحق للـ alhayat.com إعادة نشر التعليق المتّزن أو المثير للنقاش أو الجدير بالتوسيع، في القسم الذي تراه إدارة الموقع مناسباً، ولا تتحمل هذه الإدارة أي مسؤولية مادية أو معنوية حيال صاحب التعليق.
موقع قولي غير مسئول عن المحتوي المعروض، فهو مقدم من موقع اخر (سياسة الخصوصية)
اقرأايضا
14/03/2024 | 11:55 م

العراق: نصف الأراضي الخضراء باتت غير صالحة للزراعة - الآن غداً

قالت وزارة الزراعة العراقية إن نصف الأراضي الزراعية توقفت عن الإنتاج نتيجة الجفاف المتعلق بشح الأمطار وبتراجع تدفق المياه إلى نهري دجلة والفرات. فما انعكاسات ذلك على الأمن الغذائي والاقتصادي وعلى عشرات…

العراق: نصف الأراضي الخضراء باتت غير صالحة للزراعة - الآن غداً
14/03/2024 | 11:55 م

الأماسي الثقافية تقليد عريق في محافظة النجف جنوب العراق.. فمن ينظمها ويحضرها؟

الأماسي الثقافية تقليد عريق في محافظة النجف جنوب العراق.. فمن ينظمها ويحضرها؟

الأماسي الثقافية تقليد عريق في محافظة النجف جنوب العراق.. فمن ينظمها ويحضرها؟
14/03/2024 | 11:55 م

بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق: نعمل معًا لنكون دائما فريقًا متعاونًا - بوابة الأهرام

أكدت بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق يونامي ، أهمية مشروع (بيت) نحو عمل لائق واسكان ميسور التكلفة في العراق، برعاية برنامج الامم المتحدة للمستوطنات البشرية (موئل )، ومنظمة العمل الدولية (ILO)، ومركز التجارة الدولية

بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق: نعمل معًا لنكون دائما فريقًا متعاونًا - بوابة الأهرام
14/03/2024 | 11:55 م

تحليل: العراق .. هل تعيد زيارة أردوغان جريان الماء إلى الفرات ؟ - I24NEWS

زيارة مرتقبة للرئيس التركي رجب طيب اردوغان الى العراق ، التحليل يخوض بالملفات المتوقع أن تتم مناقشتها خلال الزيارة

تحليل: العراق .. هل تعيد زيارة أردوغان جريان الماء إلى الفرات ؟ - I24NEWS
14/03/2024 | 11:55 م

تصاعد الخلاف بين المحكمة الاتحادية وإقليم كردستان العراق

قدم القاضي الكردي عبد الرحمن زيباري استقالته من عضوية المحكمة الاتحادية في العراق احتجاجات على قرارات المحكمة ضد الإقليم.

تصاعد الخلاف بين المحكمة الاتحادية وإقليم كردستان العراق
14/03/2024 | 11:55 م

انطلاق المباحثات الرسمية الأمنية بين العراق وتركيا - بوابة الشروق

انطلاق المباحثات الرسمية الأمنية بين العراق وتركيا

انطلاق المباحثات الرسمية الأمنية بين العراق وتركيا - 
        بوابة الشروق
20/02/2024 | 6:58 م

السيسي: مصر تدعم تعزيز أمن واستقرار وتنمية العراق الشقيق - أخبار مصر -

استقبل الرئيس عبدالفتاح السيسي اليوم، عمار الحكيم رئيس تيار الحكمة الوطني العراقي والوفد المرافق له، بحضور اللواء عباس كامل رئيس المخابرات العامة.

السيسي: مصر تدعم تعزيز أمن واستقرار وتنمية العراق الشقيق - أخبار مصر -


النفاق الأميركي من العراق إلى ولاية ميسوري اخبار العراق النفاق الأميركي من العراق إلى ولاية ميسوري- أثارت عودة الرئيس باراك أوباما لفترة وجيزة إلى واشنطن من إجازة شهر آب (أغسطس)، بغية معالجة أزمة شمال العراق وأزمة قيام الشرطة بإطلاق النار في بلدة فيرغسون الصغيرة في ولاية ميزوري، عدداً من الأسئلة المهمّة



اشترك ليصلك كل جديد عن اخبار العراق

خيارات

المصدر http://alhayat.com/Opinion/Writers/4255573/%D8%A7%D9%84%D9%86%D9%81%D8%A7%D9%82-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%85%D9%8A%D8%B1%D9%83%D9%8A-%D9%85%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A7%D9%82-%D8%A5%D9%84%D9%89-%D9%88%D9%84%D8%A7%D9%8A%D8%A9-%D9%85%D9%8A%D8%B3%D9%88%D8%B1%D9%8A الحياة - Home
حذف الاخبار (Request removal)
اذا كنت تملك هذا المحتوي وترغب في حذفه من الموقع اضغط علي الرابط التالي حذف المحتوى
التعليقات علي النفاق الأميركي من العراق إلى ولاية ميسوري

اترك تعليقا


قولي © Copyright 2014, All Rights Reserved Developed by: ScriptStars