الموضوعات تأتيك من 15525 مصدر

اخبار عاجلة

Tweet

انت تشاهد: منوعات > حب وزواج

أنا حرة؟

10/10/2019 | 6:00 ص 0 comments
أنا حرة؟

د. ابتهال الخطيب/ خذني.. فإني أحب الحياة.. وأعشق في الليل ضوء القمر.. أراك ترتعش مني الشفاه ويهتز قلبي ويصحو ...

د. ابتهال الخطيب/

خذني.. فإني أحب الحياة.. وأعشق في الليل ضوء القمر..

أراك ترتعش مني الشفاه

ويهتز قلبي ويصحو الشجر

وأطلق خيالك حتى مداه

وداعا كخوفي وهذا الحذر

ففوق حصانك طوق النجاة

كفارس أحلامي المنتظر

أذوب بكفيك كثلج الجبال

وأسقط في صدرك كالمطر

أنا حرة وحبي صريح

وحبك لي من السماء انحدر

لنا كل هذا الكون الفسيح

وحريتي في حبك قدر

فحبي إليك حريتي

فإذا ملكت الحب

الحب انتحر

هكذا غنت "كارمن" لحبيبها في مسرحية محمد صبحي المأخوذة عن الأوبرا العالمية "كارمن"، بألحان عمر خيرت وكلمات محمد بغدادي.

تصف هذه الكلمات، في رأيي، الحب الحقيقي الحي، حب يطلق الخيال، يودع الخوف، يذيب القلب، يغسل الصدر، يحرر الإنسان من القيود، كل القيود. كنت قد قرأت مقالا منذ زمن عن الفشل المزمن القدري لعلاقات الحب لأنها دوما ما تأتي مصحوبة بالقيود وبالمسؤوليات، فكما يؤكد المقال، لا وجود لحرية مطلقة في علاقة الحب. الحب يعني قيد، يعني أن ترتبط حياتك بآخر، أن ترتبط قراراتك بقراراته.

وعليه مهما حاول الطرفين تحرير بعضهما البعض، ستفرض الحياة وطبيعة العلاقة قيودها، أقلها مثلا قيد الالتزام بأحادية العلاقة. فأن تلزم شريكك بالالتزام الحسي بك، أليس هذا قيد على الحرية؟ أدرك طبعا أن المثال متطرف، ولكنه أتى في المقال الذي لا أتذكر عنوانه، مع الأسف، في سياق إظهار استحالة تحقق الحرية التامة التي لا تتعدى أن تكون أكذوبة كبيرة في أي علاقة حب.

يخطئ الرجال حين يوظفون أنفسهم سجانين على نسائهم والنساء على رجالهن

أفكر كثيرا في هذا المنطق، أقيسه على حياتي: هل أمتلك الحرية الكافية في حياتي؟ هل أوفرها لشريكي في حياته؟ في العموم، الحرية المطلقة وهم نبيل ورغبة إنسانية خيالية مثلها مثل الرغبة في الخلود؛ سيبقى الإنسان يسعى إليها رغم معرفته باستحالة تحققها (على الأقل في الوقت الحاضر بالنسبة للخلود، حيث تشير بعض الدراسات "المتطرفة" علميا إلى انتهاء موت البشر بعد جيلين أو ثلاثة من جيلنا الحالي).

تقول النظرية الطبيعية naturalism والمتأثرة بالنظرية الداروينية، أننا في الواقع لسنا سوى نتاج تركيباتنا الجينية، بيئاتنا، وضربات الحظ في حيواتنا التي ليس لنا عليها أي تأثير. نحن عديمو الإرادة تماما، مسيرون بتركيباتنا الجينية وبيئاتنا الاجتماعية، وكل محاولات الخروج من "جلودنا" الاجتماعية والطبائعية والفكرية إلى حيث الحرية الحقيقية ما هي إلا محاولات سطحية طفيفة لم تذيقنا، حتى أكثرها جدية، الطعم الحقيقي العميق للحرية.

تؤرقني هذه الفكرة جدا في حياتي وأنا حبيسة جسد تشكل بجينات لم أخترها، حبيسة طبيعة نفسية وفكرية واجتماعية لمجتمع طرأت عليه ولم أصنعه، حبيسة فكرة امتلاكي لشريكي ورهينة الإيمان بالالتزامات والمسؤوليات التي تفرضها مؤسسة العلاقة، مؤسسة لم يراجعها معظمنا حقيقة في يوم، ولم نسبر غورها أو نمنطق شروطها، نعيشها ونتمسك بها ونؤمن بها دون تقييم حقيقي لعقلانية شروطها وتوقعاتها.

أحاول دوما الخروج من هذه الفكرة المؤلمة المزمنة، أذكر نفسي بإيماني التام أن الحب الحقيقي هو حب تحرري وتحريري، أن الارتباط العاطفي لا يحتمل القيود، فكيف يكون الحب حبا إذا كان مشروطا، وكيف تكون العاطفة عاطفة إذا كان استمرارها مرهون بالقيام بالواجبات وتلبية المسؤوليات؟

في غالب الأحيان، لا تمتلك المرأة الكثير من السلطة التكبيلية على الرجل وإن كانت توقعاتها تجاه حبيبها قيود، الواقع الأغلب هو تكبيل الرجل للمرأة بقيود الأعراف والعادات والتقاليد والقراءات الدينية، فهو المالك الحقيقي لشريكته في العلاقة التقليدية، ولا يوجد ما يقتل العاطفة ويسمم الحب مثل هذه القيود.

منذ البداية ما استطعت تحمل أي قيد في علاقتنا، لربما فقت زوجي تمسكا بحريتي، ومنذ البداية علم هو بعلتي، فأطلقني مدعوما بثقته المستفزة أنني لن أذهب بعيدا أبدا. اتفقنا أننا فردين منفصلين، وتعاملنا مع المشتركات بأكبر قدر من الفهم المتحرر.

كلما واتتني رغبتي في التحرك، أفسح هو الطريق، متغاضيا عن الحدود والخطوط كأنها لا تعنيه، لا ترسم أو تحدد شيئا في علاقتنا. جلبت له الكثير من المتاعب في حياته، اختلفت معه وأقلقته وأصررت وتراجعت، وهو يقف متفهما، مساندا، قلقا بود، ناصحا بيسر، والأهم حاميا بكل قواه، اتفق أو اختلف.

حاولت أن أكون مثله تجاهه فما استطعت. سألت نفسي لأي الحدود يمكنني أن أذهب في تحريره من تقاليد العلاقة، فما عرفت. أود امتلاكه وحمايته وأغضب من اختلافه وأتمنى اتساق أفكاره مع أفكاري طوال الوقت. أسائل نفسي دوما من أين له هذه القوة ولماذا؟ هو رجل في مجتمع يميل بكل وزنه تجاهه، فمن أين له كل هذا الإيمان بالحرية والأريحية في التطبيق؟

بعد حين فهمت. فهمت بعد أن فات الوقت، كانت كلها خطة طويلة الأمد، غسيل مخ، تمرين مريب. من يطلقك تعود دوما إليه. من يتفهمك ويحررك من عبء إرضائه تصبح أمنية حياتك رضاه وتمسي أهم غاياتك نظرة قبول من عينيه. إنها خدعة العمر، لقد كبلني هذا الرجل بقيود لا أراها ولا أعرف كيف أتعامل معها. قيود زرعها بصبر عميقا في قلبي. حبال توق لرضاه ومباركته تلتف على عنق كل فعل آتيه حتى بت حقيقة لا مجازا، مربوطة بنظرة موافقته، متوقفة على نبرة المباركة في صوته.

لا تمتلك المرأة الكثير من السلطة التكبيلية على الرجل وإن كانت توقعاتها تجاه حبيبها قيود

إنها مهزلة حياتي، أنني، بكل ما أدعيه من تقديس للحرية ومن استحالة العيش دونها، من أنها أهم قيمة في حياتي وأهم شرط لأي علاقة تربطني بأي إنسان، أقع هكذا في حفرة حفرتها لنفسي، ضحية خدعة طويلة الأمد جيدة الترتيب أبدية النتائج، فكيف لي الآن أن أحرر قلبي ومشاعري وتوقي لمحبته ورضاه؟ كيف أتخلص من قيود خفية لا أعرف متى وكيف تسللت إلى أعماقي؟

كل هذا الزمن، كل هذه السنوات، كل محاولة للتحرر ما كانت سوى غوص أعمق في قيود عواطف لا فكاك منها. بخلاف الكلام عن الجنسانية والحقوق، يخطئ الرجال حين يوظفون أنفسهم سجانين على نسائهم والنساء على رجالهن. ليس هو القيد الحديدي ولا القفص السميك الذين سيبقيان حبيبك في مكانه، إنها فقط فكرة، لو استطعت زرعها في نفسه، ستتحكم به عن بعد، ستربطه كل دقيقة وكل لحظة وكل ثانية من حياته، ستمتلكه بها للأبد، بلا حبال ولا قيود ولا حروب. كم أنا ساذجة، أنا اللاهثة خلف الحرية، أنا أكبر سجينة في هذا العالم.

اقرأ للكاتبة أيضا: لا فائدة مني

ـــــــــــــــــــــ الآراء ووجهات النظر الواردة في هذا المقال لا تعبر بالضرورة عن آراء أو وجهات النظر أو السياسات الرسمية لشبكة الشرق الأوسط للإرسال (أم. بي. أن).

موقع قولي غير مسئول عن المحتوي المعروض، فهو مقدم من موقع اخر (سياسة الخصوصية)
اقرأايضا
16/04/2024 | 2:40 م

طرق التعبير عن الحب عند النساء مجلة سيدتي

طريقة الإفصاح عن الحب تختلف بالتأكيد من شخص لآخر، وتختلف بين المرأة والرجل. بالسياق التالي سيدتي تحدثك عن طرق التعبير عن الحب عند النساء.

طرق التعبير عن الحب عند النساء   مجلة سيدتي
16/04/2024 | 2:40 م

متى ينزل راتب المتقاعدين؟ المؤسسة العامة للتقاعد توضح الموعد الرسمي لصرف الراتب

ما هي أوضاع العلاقة الحميمة بالصور للمتزوجين الأكثر اثارة؟ وما هي الكلمات التي يحبها الرجل في الفراش؟ العلاقة الحميمة في العلاقة الزوجية التي تنشأ بين الرجل

متى ينزل راتب المتقاعدين؟ المؤسسة العامة للتقاعد توضح الموعد الرسمي لصرف الراتب
16/04/2024 | 2:40 م

«حركات خبيثة هتخليها تعشقك».. 3 أشياء تعشقها المراه في الرجل اعرفها واستعملها في الحلال فقط!! - بوابة نيوز مصر

تعتبر العلاقة بين الرجل والمرأة من أساسيات الحياة الزوجية والعائلية، فالتفاهم والاحترام والحب المتبادل بين الزوجين هي العناصر الأساسية للحفاظ على علاقة سليمة

«حركات خبيثة هتخليها تعشقك».. 3 أشياء تعشقها المراه في الرجل اعرفها واستعملها في الحلال فقط!! - بوابة نيوز مصر
16/04/2024 | 2:40 م

455 اسئلة عن الحب رومانسية - موقع رؤية

455 اسئلة عن الحب رومانسية ، الحب هو العلاقة الاجمل والانقى بين البشر وهو الاساس الذي تبنى عليه العلاقات الاجتماعية المختلفة، والحديث عن الحب يدور في اغلب

455 اسئلة عن الحب رومانسية - موقع رؤية
16/04/2024 | 2:40 م

أبرزها النظر المستمر إليها.. علامات تكشف حب الرجل للمرأة مجلة سيدتي

الرجل عندما يحب امرأة بصدق؛ فإن حبه يكون عميقا جداً، وقد يكون من الصعب أحياناً فهم هذه المشاعر، تعرفي بالسياق الآتي إلى علامات كاشفة توضح حب الرجل للمرأة.

أبرزها النظر المستمر إليها.. علامات تكشف حب الرجل للمرأة   مجلة سيدتي
04/04/2024 | 2:44 ص

الحب كتضافر خلاق بين عنصري الماء والتراب

لم يكن الفلاسفة والباحثون ليجافوا الحقيقة في شيء، حين رأوا في التجليات المختلفة للحب ما يختزل العناصر الأربعة للوجود، الماء والتراب والنار والهواء.

الحب كتضافر خلاق بين عنصري الماء والتراب
04/04/2024 | 2:44 ص

حسام موافي يحذر مرضى السمنة من التدخين.. فيديو

قالت الفنانة ياسمين صبري، إن الحب من وجهة نظرها يأتي بالعشرة والمعاملة بين الرجل والمرأة. وأضافت صبري في لقائها مع الإعلامي عمرو أديب في بودكاست «بيج تايم»: «مفيش حاجة اسمها حب من أول نظرة، الحب كلمة...

حسام موافي يحذر مرضى السمنة من التدخين.. فيديو


أنا حرة؟ حب وزواج د. ابتهال الخطيب/ خذني.. فإني أحب الحياة.. وأعشق في الليل ضوء القمر.. أراك ترتعش مني الشفاه ويهتز قلبي ويصحو ...



اشترك ليصلك كل جديد عن حب وزواج

خيارات

أنا حرة؟
المصدر https://www.alhurra.com/a/أنا-حرة/515234.html الحرة | أخبار الشرق الأوسط | أخبار العالم | بث مباشر

زيارة الموضوع الاصلي
أنا حرة؟
حذف الاخبار (Request removal)
اذا كنت تملك هذا المحتوي وترغب في حذفه من الموقع اضغط علي الرابط التالي حذف المحتوى
التعليقات علي أنا حرة؟

اترك تعليقا


قولي © Copyright 2014, All Rights Reserved Developed by: ScriptStars